لست من المتشائمين بانطلاق كافة أنشطة الطيران المدني إلي الأفضل في ظل وجود العديد من العوائق التي قد تحول دون تقدمه بسبب الأحداث في المنطقة بكاملها والصراعات التي نستشعرها جميعاً ونقدر خطورتها! ايضا لست من المشككين للانجازات التي نراها علي أرض الواقع ولا ينكرها إلا حاقد أو جاحد أو جاهل. بهذه الانجازات استعادت مصر مكانتها في المطارات والنقل الجوي وهي المكانة التي كانت وستظل مصر دائماً وأبداً رائدة فيها بفضل تاريخها الطويل ورجالها المخلصين المتحصنين بالعلم والخبرة والرؤية الثاقبة بصرف النظر عن ممارسات الأقزام الذين يتوهمون بأنهم قادرون علي زعزعة الاستقرار والتقدم للأفضل. وايضا لست من بين الذين يرددون داخل أروقة الطيران المدني بأن بيان الحكومة المرتقب سوف يطيح بوزارة المهندس شريف إسماعيل ويتم تشكيل وزارة جديدة وشائعات ما أنزل الله بها من سلطان من بينها تعيين وزير جديد للطيران المدني وشائعات بضم وزارتي السياحة والطيران ووصل الأمر إلي ضم الآثار ايضا لهاتين الوزارتين.. ولكن لماذا تطفو تلك الشائعات علي السطح خلال هذه الفترة؟ واضح أن بيان الحكومة المرتقب وتناثر الشائعات من جوانب متعددة أحدثت هذه البلبلة التي قد تؤدي إلي هياج العاملين بالطيران إن صدقت هذه الشائعات لأن الطيران المدني له حساسية في التعامل معه ويضم أنشطة عديدة يصعب علي أي مسئول قادم من خارجه التعامل معه وبالتالي تكون تداعيات هذا القرار في غاية الخطورة. اليوم نفتح ملف الطيران ونرصد انجازات تحققت واستراتيجيات تم وضعها بعناية من أجل تطوير هذا القطاع الذي يعد من دعائم الاقتصاد القومي وانصافاً للحق كان فارس هذه الانجازات الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني الذي وضع علي قائمة أولوياته النهوض بهذا المرفق والوصول به إلي بر الأمان. لقد نجح الوزير الشاب في أن يعم الهدوء والاستقرار لدي جميع العاملين وتشجيعهم علي العمل وتحقيق نجاحات وانجازات وكان له ما أراد فاستحق استحسان وتقدير الجميع.. مشروعات جمة يتم تنفيذها وبعضها علي أعتاب الانتهاء ويأتي في مقدمتها المبني الجديد بمطار القاهرة الذي سيتم إفتتاحه في الأسبوع الأول من ابريل القادم يليه مشروع كاميرات المراقبة ومشروع ال 21 محطة رادارية ومطار النزهة بعد تطويره ثم المبني الجديد بمطار شرم الشيخ ومطار برج العرب ومشروعات أخري في الطريق من بينها نمو أسطول مصر للطيران الذي حان الوقت لتعظيمه بالشكل الذي يجعله منافساً صلباً في النقل الجوي. هذا هو الطيار حسام كمال الذي يعمل بهدوء ويرسم سياسات لهذا المرفق بلا صخب أو ضجيج لأنه يدرك أن النجاحات التي يشار لها بالبنان تنسب لأصحابها.. ويدرك ايضا أن المناصب لا تدوم لأحد لأن دوام الحال من المحال لكن علي المرء أن يعمل ويبذل جهداً لأن صفحات التاريخ ترصد النجاحات وتحدد أصحابها.. ولأنه واحد من الناس من أبناء الطيران المدني يضع يديه علي كل صغيرة وكبيرة.. ويدرك أن لكل داء دواء. علي العموم استمرارية كمال في منصبه الوزاري مكسب للطيران المدني ومجرد طرح فكرة دمج وزارتي الطيران والسياحة خسارة كبيرة لهذا القطاع الذي لم يشهد انطلاقة إلا بعد تحرره سواء من السياحة أو النقل وهذا تاريخ يجب وضعه في الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار لأن مصر ليست حقل تجارب. النافذة الأخيرة المهندسان إسماعيل أبوالعز رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية ومحمد سعيد محروس رئيس شركة ميناء القاهرة الجوي كلاهما أصحاب فكر مستنير وإصرار علي التطوير والنمو والوصول إلي آفاق الآفاق.