يروي د.محمد فضل الحديدي - الأستاذ بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة دمياط - تجربته عندما قضي شهر رمضان الماضي في كندا حيث سافر في بعثة دراسية لمدة 6 شهور من قبل إدارة البعثات المصرية التابعة لوزارة التعليم العالي. يقول: أقمت بمدينة سانت كاترين التابعة لمقاطعة "اونتايرو" في الجنوب.. وتمكنت بمساعدة أستاذ مصري بالمركز القومي للبحوث يقيم هناك من تأجير المسكن بعد رحلة بحث أثناء نهار الشهر الكريم والصيام الذي كان يمتد لأكثر من 15 ساعة.. ولكن مصاحبة الأستاذ المصري هونت المشقة لانه كان يعرف طرق البحث عن السكن هناك. يضيف ان المسكن كان قريبا من الجامعة التي كان يدرس بها وهي جامعة "بروك" ومن المجمع الإسلامي والمسجد التابع له مما ساعده علي التعرف علي الجالية المسلمة هناك والتي كانت تحتفل بكل وافد جديد من المسلمين حتي يشعر بأنه وسط أهله وأقاربه.. كما يعيش في الجو الرمضاني داخل المسجد أو في منازلهم حيث ولائم السحور والإفطار الجماعي. يضيف انه تعرف علي العادات والتقاليد السودانية والليبية حيث كانت غالبية الجالية المسلمة منهم في حين كان معه ثلاثة مصريين فقط من الدارسين في الجامعة.. وقد تمكن بمساعدة أستاذ مصري بكلية الزراعة وزوجته من تعلم إعداد الوجبات الغذائية رغم انه لم يكن يعرف غير إعداد "البيض المقلي"!! وتمكن من إعداد عزومة إفطار لعدد من جيرانه المسلمين عبارة عن وجبة كشري مصري "مائة في المائة"!! يقول: إن الأساتذة الكنديين والعاملين بالجامعة كانوا يراعون المناسك الدينية للمسلمين ويحترمونها حيث قام المشرف علي القسم الذي يدرس به بتعديل مواعيد المحاضرات الليلية حتي لا تتعارض مع موعد الافطار وكان يشعر بحسن ضيافة المواطنين الكنديين في أي مكان يذهب إليه مما جعله يعيش أجمل رمضان هناك. يؤكد ان الحريات الدينية متاحة في كندا ولكن أي مناسك أو تقاليد دينية تكون داخل المسجد أو المجتمع الإسلامي فقط حيث لا يسمع الأذان إلا بالداخل وكذلك أجراس الكنائس طبقا للقوانين هناك.. لذلك فصلاة العيد كانت تقام علي مرتين منذ الثامنة صباحا حتي تتمكن جميع الأسر من الصلاة داخل المسجد وكذلك صلاة الجمعة. يضيف ان أكبر دليل علي احترام الشعب الكندي لحرية الأديان ما كان يقوم به بعض المدرسين الكنديين من السماح للطلبة المسلمين بالخروج من المدرسة لأداء الصلاة كصلاة الجمعة لان يوم الجمعة هناك يوم دراسي عادي علي مدار العام حتي في رمضان. يضيف انه لم يشعر انه بعيد عن بلده في رمضان لأن عادات المسلمين واحدة رغم اختلاف الجنسيات وتتميز بالمودة والرحمة والعطف وحل المشاكل التي تواجه أي مغترب مسلم.. كما ان المسجد كان يستضيف شيخين من مصر وليبيا يتبادلان معا إمامة صلاة التراويح والتهجد في العشر الأواخر من رمضان. يؤكد ان قرب المسلمين والتفافهم حول بعضهم في الغربة كان له أثر كبير في تعويض البعد عن الأهل خاصة في صباح يوم عيد الفطر حيث توزع الهدايا علي الأطفال بعد الصلاة وكذلك الحلويات الشرقية وكعك العيد.