مسجد الظاهر بيبرس يعد من أكبر مساجد القاهرة حيث تبلغ مساحته أكثر من 10 آلاف متر مربع.. وكعادتنا في إهمال آثارنا سواء الإسلامية أو الفرعونية.. تركنا المسجد سنوات طويلة بدون رعاية ولا اهتمام.. حتي لم يبق منه سوي حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة.. بينما ضاعت نقوشه الزخرفية الجميلة التي كانت محفورة في الحجر! لم تتحرك الحكومة المصرية قبل 15 يناير 2011 لإنقاذ هذا المسجد التاريخي الذي يعود تاريخ إنشائه إلي عام 1266م "665ه" بينما تحركت حكومة كازاخستان عام 2006 بسبب لأن الظاهر بيبرس هو من أصول كازاخستانية وطلبت كازاخستان من مصر ترميم المسجد التاريخي وأعلنت أنها ستتحمل تكاليف الترميم ودفعت مبلغ 4.5 مليون دولار تحت الحساب! وبالفعل بدأت أعمال ترميم المسجد في العام نفسه 2006 وكان مقررا الانتهاء من الأعمال في يوليو 2010 إلا أن الذي حدث أن مشروع الترميم سرعان ما توقف بسبب خلافات دبت بين كل من وزارة الآثار وشركة المقاولون العرب بعد أن اتهمت الآثار شركة المقاولون بمخالفة قواعد الترميم وكانت النتيجة توقف المشروع حتي الآن!! ورغم مرور حوالي 10 سنوات!! ورغم مطالبة كازاخستان للحكومات المصرية التي جاءت بعد ثورة 25 يناير بسرعة الانتهاء من أعمال ترميم المسجد العريق بعد أن أصبح في حالة يرثي لها وأصبحت الكلاب والقطط الضالة تمرح داخل المسجد حيث لا يوجد له أبواب وهو أمر لا يليق ببيت من بيوت الله ومسجد له قيمته التاريخية والأثرية العظيمة كما أنه له مكانة كبيرة لدي أهالي المنطقة التي سميت باسم "الظاهر" نسبة إلي وجود مسجد الظاهر بيبرس بها. الغريب أن وزير الآثار د.ممدوح الدماطي التقي مؤخرا مع سفير كازاخستان بمصر اريك ارين وبحث معه آخر تطورات مشروع ترميم مسجد الظاهر بيبرس ووعده بإصدار تعليماته بإنهاء أعمال الترميم تمهيدا لافتتاح المسجد في آخر وقت وبالطبع لم يفعل وزير الآثار شيئا لأنه يدرك أن أعمال الترميم متوقفة ولا يعرف متي ستعود من جديد!! يقول عيد سعيد مدبولي المشرح لعضوية مجلس النواب بمنطقة الظاهر أن المسجد الكبير من التراث المصري العريق وهو أثر ذو طابع معماري فريد مشيرا إلي أن وزارة الآثار بالاشتراك مع المقاولون العرب تولت عملية ترميم وتجديد هذا المسجد الذي يتسع لأكثر من عشرين ألف مصل بالإضافة لكونه أثراً سياحياً مهماً.. بينما تعهدت دولة كازاخستان بتمويل عمليات الترميم. أضاف أن أهالي المنطقة حاولوا التعرف علي أسباب توقف عمليات الترميم إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلي معلومة فلا أحد يتحدث في الآثار ولا في شركة المقاولون العرب!! ويقول ياسر مصطفي "موظف ومن أهالي الحي إنه نتيجة لتوقف أعمال الترميم فقد تحول المسجد إلي ما يشبه الخرابة ومقلب لمخلفات المباني ولم يتبق هناك سوي مكان صغير جدا بالمسجد صالح للصلاة به ولا يتسع سوي لأكثر من 200 شخص. ويطالب عبدالرءوف محمد "محامي" الحكومة بضرورة التحرك والإعلان عن أسباب توقف ترميم المسجد التاريخي بالإضافة إلي الإعلان عن أموال كازاخستان أين ذهبت؟ ومن حصل عليها؟! ويتساءل محمد مجدي صاحب ورشة حدادة: أين دور الأزهر ووزارة الأوقاف وهي من أغني الوزارات في مصر.. ولماذا لا تهتم بهذا الأمر الذي يخص واحد من أهم المساجد الأثرية والتاريخية في مصر.. ولماذا لا تتحرك لإنقاذ المسجد الذي تحول إلي خرابة؟!