لم ترق مصر إلي مرتبة الدول التي تهتم بالبحث العلمي كوسيلة للنهوض بها صناعيا وزراعيا وكل متطلبات حياتنا.. لم تزل الميزانية المخصصة لوزارة البحث العلمي هي الأقل شأنا بين الوزارات كلها.. ولم يزل الموظفون والعاملون في هذه الوزارة وحتي أصحاب الدرجات العلمية يقبضون رواتبهم دون ان يقوموا بأي جديد في مجال اختصاصهم. في مصر شباب ناهض ومفكر.. ولديه رؤية واسعة عما يمكن أن يقوم به البحث العلمي في نهضة هذا البلد.. ولا يتواني الشباب عن تقديم أفكارهم ومشروعاتهم العلمية والبحثية لهذه الوزارة.. والوزارة كما هو العهد بها تأخذها منهم وتضعها فوق الرفوف دون تفكير جدي في كيفية الاستفادة منها!! لو بحثت في أضابير تلك الوزارة سوف تكتشف آلاف الابحاث والاكتشافات العلمية التي تزخر بها رفوفها.. ويكاد الصدأ يخيم عليها ان لم تكن الحيوانات القارضة قد اتلفتها!! اننا نتساءل عن قيمة وزارة البحث العلمي وعما أنجزته خلال فترة وجودها كإحدي الوزارات التي توضع في أولوية كل رئيس وزراء في مصر؟! ماذا قدمت هذه الوزارة لمصر طوال فترة تاريخها الممتد؟! هل سمع أحدكم عن أي مشروع أو بحث علمي تبنته الوزارة وأخرجته للوجود ليساهم في نهضة هذا البلد؟! أعتقد أن ذلك لم يحدث علي الاطلاق!! فريق من طلبة كلية الهندسة بجامعة الزقازيق صمموا "روبوتا" لاكتشاف الالغام ضمن مشاركتهم في المسابقة العلمية لهذا الغرض.. وسوف يقام الجزء الاول من الادوار التمهيدية للمسابقة في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يوم 25 و26 يوليو الحالي. بينما تقام التصفيات النهائية في الهند من 19 الي 21 اغسطس القادم. الروبوت الذي صممه طلاب جامعة الزقازيق لاكتشاف الألغام يسمي "اكس ويل روبوت" ويقوم برسم الخرائط بمواقع تواجد هذه الالغام مما يساعد علي حصد الموجودة منها. وهذا الروبوت مصمم ليكتشف الألغام فوق وتحت الارض في طبيعة صحراوية عبر ارسال مجموعات كهرومغناطيسية تستشعر الأجزاء المعدنية في اللغم وترسل القراءة للروبوت عن طريق الموجات "فوق الصوتية" ليتم تحديد موقع اللغم فوق أو تحت الارض. وعن طريق جهاز لفك الشفرة وبوصلة يتم احتساب المسافة والاتجاه الذي يسير فيه الروبوت لرسم خريطة للمكان وموقع اللغم بها.. وكل وظائفه يتحكم فيها عن بعد. يمتاز روبوت طلاب هندسة الزقازيق بأنه أخف وزنا وأعلي سرعة وحساسية في القراءة بطريقة أدق.. كما ان الأجهزة اكثر كفاءة.. وتم تعزيز نظام التهوية فيه للتغلب علي حرارة المكان.. وهو يتحرك بسرعة متر في الثانية الواحدة. وتبلغ ابعاده 60 سنتيمترا في 35 سنتيمترا واستغرق تصنيعه شهرا واحدا. اننا نطالب قواتنا المسلحة بتبني هذا الاكتشاف وتجربته وادخال التعديلات اللازمة عليه ليتوافق مع عملياتها ضد الارهابيين الذين يزرعون الالغام والعبوات الناسفة في كل مكان.. علي أن تقوم القوات المسلحة بتصنيعه بالكفاءة المطلوبة ليكون عاملا مساعدا لها.. أليس ذلك اكتشافا مصريا مائة في المائة؟! كنت أنوي كتابة اسماء أساتذة جامعة الزقازيق الذين أشرفوا علي هذا الاختراع لولا ضيق المساحة.. لكن الشكر لهم جميعا بقيادة الدكتور أشرف الشيحي رئيس الجامعة.. ولأبنائنا العباقرة الذين نضجت افكارهم للمساهمة في حل مشكلات مصر.