عمرها 23 سنة ولكن عاشت فيه من الابتلاءات والمحن ما اضاف اعمارا إلي اعمارها في الخمس سنوات الأخيرة فقط. اسمها هيام علي محمد رحل والدها وهي طفلة وعكفت امها علي تربيتها هي وشقيقها الوحيد الذي خرج للدنيا بعد وفاة والده. مضت السنون وكبرت وتزوجت من شاب مكافح رسما معا طريقا جميلا لحياتهما القادمة حيث اكتملت سعادتهما عندما بشرهما الطبيب بأنها حامل في توأمين ولد وبنت بعد عملية الولادة بدأت المحن تتوالي عليها كالسيول حيث تعرضت لمضاعفات كثيرة واجري لها الطبيب عملية جراحية عاجلة لن تنجب بعدها ابدا فزاد تعلقها بطفليها لأنهما فرصتها الوحيدة في الأمومة لهذا كانت صدمتها كبيرة عندما اتضح ان الولد يعاني من تليف بالرئتين والبنت مصابة بتليف بالكبد. بدأت وزوجها الجري وراء علاجهما ولكن سقط زوجها فريسة المرض وهما في بداية المشوار فأصيب بفشل كلوي وسرعان ما تدهورت حالته ليتوفي تاركا لها ميراثا من المعاناة لا حدود له. راحت تسعي بطفليها علي المستشفيات فلم يجد العلاج مع الولد وتوفي هو الآخر ولم يعد لها في الدنيا سوي ابنتها هدي التي اجمع الاطباء علي ضرورة اجراء عملية زرع كبد لها انقاذا لحياتها فكادت الصدمة تقتلها لولا ان بعث لها الله من أهل الخير من وقف معها حتي تمت العملية بنجاح ولكن تعذر انتظامها علي علاج باهظ الثمن للحفاظ علي فص الكبد المزروع. لم تيأس وظلت تتردد علي كل الجهات الخيرية التي تعرفها وكان الجميع يقف معها عندما يعرف قصتها إلي ان سقطت ذات يوم فاقدة للوعي وهي تنتظر اجراء الفحص الاسبوعي لابنتها وعندما قام الطبيب بالكشف عليها طلب منها تحاليل كثيرة ليتحول شكه إلي يقين وتتضح اصابتها بسرطان الدم الذي اكتملت به مأساتها ودخلت معه دوامة جديدة ووسط هذا الكم من الهموم ماتت الصدر الحنون التي كانت تقف معها وتشد من أزرها ماتت أمها واصبحت هي المسئولة عن شقيقها الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة بجانب ابنتها التي صارت في الرابعة من عمرها. ترددت علينا هيام أكثر من مرة علي مدار الثلاث سنوات السابقة وساعدناها في حدود المتاح فلم نرها الا صابرة محتسبة ولكنها صارت في حاجة لمن يقف معها في الفترة القادمة بعد ان اصيبت بجلطة في ساقها ولم تستجب لعلاج لأنها لم تلتزم بالراحة وتضطر للتردد علي الجهات الخيرية لتجمع ثمن الأدوية المقررة لابنتها ومنذ فترة لازمت الفراش هي وابنتها التي تدهورت حالتها واصيبت بنزيف في عينيها لتوقفها عن العلاج. هذه قصة معاناة هيام التي يعجز العقل عن تصديقها ولكنها الحقيقة التي يؤكدها الواقع وتدعمها المستندات وهي ترحب بزيارة من يريد مساندتها فلا تتخلوا عنها.