بعثت تقول: أعلم أنكم ستعجبون من كم المحن التي تواجهوني ان لم تتهموني بالكذب لذلك حرصت علي ان تتضمن رسالتي كل المستندات والفحوص التي تثبت صدق كلامي. قبل خمس سنوات فقط كنت أعيش حياة طبيعية لا أعاني من اي مشكلة تزوجت من عامل في محل وحملت بعد زواجي مباشرة في توأمين ولم أصدق نفسي انا وزوجي عندما اخبرني الطبيب بهذا الخبر السعيد وظللنا نعد لاستقبالهما نحلم بهما وزادت سعادتنا عندما جاء الي الدنيا ولد وبنت. لم يمض علي ولادتهما سوي شهر واحد وبدأت الهموم تنزل علينا كالمطر البداية كانت باصابة زوجي بفشل كلوي ودخل دوامة الغسيل ثم اكتشفنا اصابة طفلي بعيوب خلقية بالكبد والقلب. بدأنا معهما رحلة علاج مغنية ساعدنا خلالها أهل الخير وبعث لنا الله من الاطباء من ينطبق عليهم بالفعل لقب ملائكة الرحمة. اجري ابني "محمد" اكثر من عملية ولم يكتب له النجاح وتوفاه الله بينما نقوم لشقيقتة عملية زرع كبد فلم يكن لدي اي امل في تدبير نفقات تلك العملية الباهظة التكاليف. ذات يوم وانا اطوف بابنتي بين اقسام احد المستشفيات سقطت مغشي علي وتم حجزي بنفس المستشفي واجريت لي الفحوص اللازمة لتثبت انني اعاني من سرطان بالدم. لم يصدمني اصابتي بهذا المرض الخطير بقدر ما صدمني عجزي عن التبرع لابنتي بالكبد ولكني فوجت امري لله فكان بجواري وهيأ لي من وقف بجانب ابنتي. جمع لي الاطباء نفقات المتبرع والعملية وتمت بنجاح والحمد لله وظنت ان مرحلة الخطر مرت ولكن اكد لي الأطباء ضرورة الانتظام علي علاج دوائي فترة طويلة حتي لايرفض جسدها فص الكبد المزروع. لم اتمكن من تدبير تكاليف العلاج المقرر لها وابتعد الكل من حولي بعد ان طالت محنتي وساعدوني عشرات المرات. ان ابنتي هذه أملي الوحيد في الأمومة لاني لم اتمكن من الانجاب مرة أخري واصبحت حياتي متعلقة بها فساعدوني علي مواصلة علاجها قبل أن تضيع مني هي الاخري. هيام علي محمد متولي