رغم فضيحة الفساد المدوية التي تشهدها أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي يعتبر "مملكة فساد" بعد القبض علي سبعة من كبار المسئولين من بينهم نائبا رئيس الفيفا وهما الأورجواني أفينيو فيجيريدو نائب رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم وجيفري ويب رئيس اتحاد الكونكاف وعضو اللجنة التنفيذية باتحاد أمريكا الجنوبية الفنزويلي رافائيل اسكيفيل إلا أن انتخابات الرئاسة المقرر لها غداً الجمعة سوف تجري في موعدها. وأعلن مدير الإعلام بالفيفا والتردي جريجوري أن الجمعية العمومية والانتخابات سوف تعقد في الموعد المحدد وهو غداً رغم ما يحدث الآن. ورحب بلاتر رئيس الفيفا الذي يخوض الانتخابات ضد الأمير علي بن الحسين علي نفس المنصب بالإجراءات التي تمت والتحقيقات حول الفساد التي تتم من قبل الولاياتالمتحدةوسويسرا. قال إنها أوقات عصيبة للغاية لكرة القدم وللجماهير في كل أنحاء العالم ولكن هناك تقبلا لها ولنتائج التحقيقات أيضاً. عملية تطهير وخلال ساعات نجح والتر جريجوريو في قلب الطاولة لصالح بلاتر وقال دي جريجوريو للصحفيين إن تلك المداهمات تأتي نتيجة لتحرك من قبل الفيفا ذاته. وبعيداً عن كونها فضيحة فقد شكلت تلك المداهمات جزءاً أساسياً حتي وإن كان مهينا من عملية تطهير بدأها بلاتر عام 2011 في مستهل فترة ولايته الرابعة. وعلي الرغم من أن بلاتر "79 عاماً" ليس في أسعد حالاته الآن فإنه يبدو مستعداً لانتخابه لفترة ولاية خامسة غداً. وأضاف دي جريجوريو أن التحقيقات السويسرية قائمة علي شكوي تقدم بها الفيفا نفسه لمكتب المدعي العام السويسري في نوفمبر الماضي عقب تحقيق أجرته لجنة القيم بالاتحاد الدولي في عملية التقدم بعروض لاستضافة كأس العام عامي 2018 و.2022 أشار دي جريجوريو إلي أنه ربما لا يكون التوقيت الأفضل بكل وضوح إلا أن الفيفا يرحب بهذه الإجراءات ويتعاون بشكل تام مع المدعي العام في سويسرا ووزارة العدل السويسرية. واستطرد: لا توجد هناك أي نية لتأجيل الاجتماع السنوي أو الانتخابات فهذا الأمر ليس له علاقة بما حدث. وظهر بلاتر علي الساحة باعتباره شخصية ودودة تملك أفكاراً متطورة حول كرة القدم إلا أنه أظهر في الماضي امتلاكه غريزة قوية تمكنه من البقاء والاستمرار وعقلية سياسية استثنائية. وفي عام 2011 بدأ الفيفا في مواجهة انهيار اقتصادي محتمل عقب انهيار الشريك التسويقي المتمثل في شركة أي.أس.أل/ أي.أس.أم.أم وكان بلاتر عرضة لضغط شديد للكشف عن تفاصيل بشأن مصادر تمويل الفيفا. وتجاوز بلاتر هذه العثرة وبات الفيفا تحت قيادته يفاخر بوجود احتياطات لديه بأكثر من مليار دولار. وواجه بلاتر مشكلات أخري في عام 2002 عندما زعم ميشيل زين روفين الأمين العام للفيفا وقتها أن فوز بلاتر في انتخابات عام 1998 استند علي الرشي والفساد. وهدد بلاتر باتخاذ إجراء قانوني إلا أنه لم ينفذ تهديده وعندما فاز علي الكاميروني عيسي حياتو بعد حصوله علي 139 صوتا مقابل 56 صوتا لحياتو بات زين روفينن خارج المنصب بعدها بقليل. بلا منافسة وقبل أربع سنوات انتخب بلاتر بدون منافسة بعد التحقيق مع منافسه الوحيد وقتها وهو القطري محمد بن همام في فضيحة تتعلق بتقديم أموال مقابل الحصول علي أصوات ليضطر الأخير للانسحاب من السباق. وصاغ بلاتر النظام الانتخابي للفيفا حيث تملك كل دولة عضوا بالاتحاد الدولي صوتا واحدا وهو ما يعني أن جزر ساموا الأمريكية الصغيرة تملك نفس حقوق التصويت مثل القوي الكروية الكبري في العالم كالبرازيل أو ألمانيا. ويقوم الفيفا بتوزيع الإيرادات بالتساوي بين 209 أعضاء لديه وهي سياسة ساعدت دولا مثل الرأس الأخضر علي بلوغ دور الثمانية لكأس الأمم الأفريقية في عام 2013 وبلوغ كوستاريكا دور الثمانية لكأس العالم العام الماضي. وتعهدت أوروبا فقط التي تملك 53 صوتاً بالتصويت ضد بلاتر الذي تعتبره "رأس الأفعي" في الانتخابات التي ستجري غداً ورغم من أن بعض الاتحادات ربما تشق عصا الطاعة فإن هذا لا يحتمل أن يؤدي سوي لتأثير بسيط علي الأغلبية التي يرجح أن يحصل عليها بلاتر.