بدأ صندوق رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة أمس في استقبال أولي الحالات من مصابي الثورة بمركز إعداد القادة لعرضهم علي القمسيون الطبي وهو عبارة عن لجنة بحثية مشكلة من وزارة الصحة من الاستشاريين بالتخصصات المختلفة وذلك من أجل تحديد إصابة كل منهم والتأكد من تاريخ الإصابة حتي يتم صرف مبلغ خمسة آلاف جنيه التي حددتها وزارة التضامن الاجتماعي. اكد أعضاء اتحاد الثورة المصرية الذين تواجدوا من أجل تنظيم عملية دخول المصابين للجنة الطبية أن هذا الصندوق تم انشاؤه منذ اسبوعين تقريبا بمجلس الوزراء واشترك في تأسيسه العديد من ائتلافات شباب الثورة وقد صدر له مؤخراً مرسوم من المجلس الأعلي للقوات المسلحة لذلك تم الإسراع بالكشف الطبي علي المصابين حتي يصرف لهم مبلغ التعويض الذي تأخر كثيراً حيث انهم اصيبوا منذ ما يقرب من خمسة أشهر. قال محمد طلعت عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الثورة المصرية: لقد تجاهلت الحكومة مصابي ثورة 25 يناير الذين يزيد عددهم علي 6 آلاف مصاب فمنهم من أصيب في إحدي عينيه وغيره تكسرت عظام ساقيه والإصابات كثيرة ومختلفة ولم يتم علاجهم بالمستشفيات الحكومية ولأن هؤلاء المصابين لهم حق علينا فقد تسابقت الجمعيات الخيرية والأهلية من أجل علاجهم وأخيراً تذكرتهم الدولة بعد خمسة أشهر وقامت بإنشاء هذا الصندوق الذي جاء في الوقت المناسب. اضاف: رغم أن التعويض الذي سيتم صرفه ضئيل ولا يتناسب مع إصابة كل منهم فإنها "نواية تسند الزير" كما يقولون. يؤكد جمال محمد عبدالفتاح عضو اتحاد الثورة المصرية أن هذا الصندوق تأخر كثيراً لأنه ليس من المعقول أن تعلن الدولة عن صرف تعويضات للمصابين ثم تتقاعس عن صرفها ويظلون يلفون كعب داير حتي يستطيعوا صرف أي مبلغ مالي من أجل اجراء عمليات جراحية أو شراء أجهزة تعويضية نتيجة للإصابة. أما أحمد السكري عضو ائتلاف الوعي المصري فيقول: بعد جمع معلومات عن شهداء ومصابي الثورة من خلال الموظفين النبلاء بمجلس الوزراء تم عمل ملف ضم حوالي 7 آلاف مصاب وألف شهيد عندما وجدوا كل هذا العدد الضخم من ضحايا الثورة من هنا جاءت فكرة إنشاء مؤسسة أو صندوق رعايتهم وأسرهم. أضاف: عندما علم د. علي جمعة مفتي الجمهورية بهذا الصندوق قرر توفير مبالغ مالية من صندوق المعونة الشتوية وصندوق الكوارث تقدر بنحو مائة مليون جنيه.. ومع ذلك توقف هذا المشروع وكان سيتم وأده مبكراً ولكن عندما تم اجتماع بين شباب ائتلاف الثورة والمجلس العسكري الذي عرض عليه الفكرة فتبناها المجلس وقرر الاشراف بنفسه وسرعة العمل لمساعدة أسر الشهداء ومصابي الثورة. ويقول سيد أبوبيه منسق عام الائتلاف العام للعاملين بالدولة لقد كان موضوع انشاء هذا الصندوق قضيتي التي حاولت أن أتبناها بعد الثورة مباشرة علي أن يتم ذلك في اطار مؤسسي ترعاه الدولة وبعد تفعيل عمل الصندوق اتمني أن يستمر في متابعة أسر الشهداء والعمل علي علاج المصابين وصرف التعويضات اللازمة لهم. رصدت "المساء" احداث أول يوم في مركز إعداد القادة الذي استقبل منذ الصباح أول مجموعة من مصابي الثورة الذين ابدا سعادتهم لفكرة هذا الصندوق الذي سيعمل علي رعايتهم وصرف التعويضات اللازمة لهم. رمضان عبدالغني بيومي نقاش رغم أن عمره لا يزيد علي أربعين عاماً ولا يوجد له أي مهنة غير العمل في الدهانات النقاشية التي تعتمد علي الرؤية الشديدة إلا أنه اصيب في يوم جمعة الغضب في عينه اليمني وهذا كفيل بمنعه من مزاولة المهنة مرة أخري لأن الروائح التي تصدر عن الدهانات تؤذي السليمة فما بالنا بالعين المفقودة وله خمسة من الأبناء بالمراحل المختلفة من التعليم. * أما حمادة رزق عبدالوهاب صاحب مكتب تسويق عقاري 42 عاما فقد دهست ساقيه سيارة شرطة في ميدان العباسية حيث قال: خرجت في الثورة بكامل ارادتي وكنت سعيداً بأنني أشارك فيها ولكنني اصبت إصابة اقعدتني عن العمل ولا أستطيع السير حيث أجريت أكثر من عملية بساقي اليمني وفي انتظار أخري بساقي اليسري ورغم أنني اسير علي عكازين وحضرت للعرض علي لجنة صنوق رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة حتي استطيع صرف تعويض الخمسة آلاف جنيه ورغم أنه لا يتناسب مع إصابتي فإنني لن أيأس في علاجي حتي يتم شفائي. اما كمال انور عبدالغني طبيب استشاري علاج طبيعي بالهيئة العامة للتأمين الصحي فقال: حضرت اليوم من أجل عرضي علي لجنة وزارة الصحة لكي أجد علاجاً لحالتي حيث انني اصبت بطلقين ناريين أسفل فتحة الشرج. أضاف: انني كنت من ضمن القائمين بالعمل التطوعي لعلاج مصابي الثورة وعندما اصبت كنت انقذ طفلاً مغمي عليه عمره 12 عاما وهنا اطلق عليَّ قناص رصاصتين والآن أتمني أن أجد علاجاً لي في مصر رغم أن نادي الجالية المصرية بالنمسا قد بعث لي للعلاج هناك وسوف أسافر قريباً إذا لم يتم علاجي بمصر. ويؤكد عبدالرحمن علي محمد محام وعمره 26 عاما وحسن رابح مهندس زراعي أنهما اصيبا بطلق ناري في عينيهما وأتيا اليوم إلي مركز إعداد القادة لكي يتم عرضهما علي اللجنة الطبية لتحديد اصابتهما من أجل العلاج وصرف التعويض الزهيد. أما ربيع محمد عبدالرءوف عامل رغم اصابته يوم 27 يناير في عينه اليسري وتم علاجه الذي لم يكن له فائدة لأنه فقدها فقد قال بعد ذلك عدت لميدان التحرير مرة أخري يوم "موقعة الجمل" وقد اصيب مرة أخري وعندما ضربني رجال الشرطة والبلطجية بالسيوف مما أدي إلي اصابته بقطع طوله حوالي 40سم في بطني فأي تعويض يمكن أن يكافئني علي ما فقدته. اما حسن رابح مهندس زراعي وخالد عبدالستار بكري عامل نظافة مصابان بأعينهما وقد تم حقنهما بالسليكون لبعض الوقت حتي يتم إجراء عمليات جراحية لهما عندما تحدد اللجنة الطبية التي حضرا إليها مدي إصابتهما وما هي العمليات التي لابد أن تجري لهما. حكيمة أبوبكر عاملة: كنت اشارك في الثورة أنا وزوجي من أول يوم ويوم 29 يناير أصبت بطلق ناري في ساقي اليسري مما أسفر عن قطع في عصب القدم وأنا لا استطيع الحركة وقمت بتركيب شرائح وعندما علمت بالصندوق الذي انشئ حديثا تحت اشراف القوات المسلحة حضرت لكي يتم عرضي علي لجنة لأنني مازلت احتاج إلي اجراء عدة عمليات حتي استطيع السير بطريقة طبيعية مرة أخري.