وضع فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. النقاط فوق الحروف. وأنهي حالة الغموض والالتباس. حول تجديد الخطاب الديني. الذي تناوله الكثيرون في الإعلام بغير إعداد علمي كاف لبيان مفهوم التجديد. لدرجة أن بعض الأصوات دعت لإلغاء الخطاب الديني. باعتباره جزءًا من الأزمة. وليس حلاً لها. ومقتضي دعوتهم. تحويل مؤسسة الأزهر إلي متحف تاريخي. اتفق شيخ الأزهر وكبار العلماء في الندوة التحضيرية لمؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية. علي أن التجديد الرشيد هو مايتآخي فيه العقل والنقل ويتفاعل مع المتطلبات المجتمعية والدولية. ولايعني الإلغاء ولا التبديل ولا التبديد. ولا المساس بالثوابت والمسلمات. ولا إهدار مابذله المجتهدون عبر القرون. فاجتهادهم يمثل ثروة فكرية معرفية لا يجب تجاهلها. حسنًا فعل شيخ الأزهر. حين قرر عقد مؤتمر سنوي. يناقش كل قضايا الاجتهاد والتجديد في العلوم الإسلامية والإنسانية. برؤية واقعية واستيعاب شامل لمستجدات العصر بشكل علمي وموضوعي. وحسنًا فعل الإمام الأكبر. حين دعا كل المؤسسات المعنية بقضية تجديد الفكر الديني. لتقديم مقترحاتها. تمهيدًا لدراستها في المؤتمر من أجل استراتيجية موحدة توضع موضع التنفيذ وفق المنهج الوسطي الذي يقي الأمة مخاطر الإفراط والتفريط. وحسنًا فعل شيخ الإسلام. عندما أكد ضرورة تحديد القضايا الكلية والعناية بدراستها. ووضع استراتيجيات محددة وخطوات واضحة قابلة للتنفيذ. مع دعوة علماء الأمة وفقهائها. ومؤسساتها. ومجامعها الفقهية إلي ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل اجتهاد جماعي راشد يفقه النص ويفهم الواقع ومعطيات العصر. مع الإفادة من التقنيات الحديثة. حسم الإمام الأكبر. الجدل بمنهج علمي رصين. خلال زيارته الأخيرة للإمارات. حيث قال: نحن في أشد الحاجة إلي مراجعة أمينة وقراءة نقدية لبعض المفاهيم في تراثنا الإسلامي وبيانها للناشئة في مقررات دراسية جادة تسهم في تحصينهم من الجماعات المسلحة. ولا بد من الاتفاق علي رؤية استراتيجية واضحة المعالم لانتشال شبابنا من حالة الاضطراب والتذبذب العقدي والفكري في إدراك أصول الدين وأمهات قضايا العقيدة والأخلاق. وحسم الإمام الأكبر الجدل بتأكيده علي أن بعض الفتاوي أو الأحكام التي أصدرها هذا الفقيه أو ذاك في العصور الخَوالي. إنما صدرت لمواجهة ظروف استثنائية لا يمكن القياس عليها الآن.. وتأكيده أيضًا علي ضرورة محاصرة القواعد العقدية التي تنطلق منها جماعات القتل المسلحة وتضلل بها الشباب. وجمع الكتب والمجلات التي تصدرها الجماعات الإرهابية وتصنيفها ونقضها جملة وتفصيلاً. حقًا. سيظل الأزهر. الضمير الحي للأمة الإسلامية. والحارس الأمين علي عقيدتها وهويتها. ولن يتحول أبدًا إلي متحف تاريخي. ولن ينال منه. تلك الحملة المغرضة التي يتعرض لها. وسيبقي الأزهر شامخًا. ولو كره الكارهون. والمتآمرون.