يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي السودان اليوم الاثنين ويلتقي خلال الزيارة الرئيس السوداني عمر البشير» لبحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية علي رأسها الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين. تستغرق الزيارة يومًا واحدًا يتم خلالها عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة بين البلدين التي تم رفع مستوي تمثيلها للمستوي الرئاسي لبحث مسألة إتمام التوقيع علي وثيقة إعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. ويأتي ذلك عقب نجاح الوفود التفاوضية في التوصل إلي اتفاق في الخرطوم حول دعم التعاون والتنسيق بين دول حوض النيل الشرقي وتعزيز إجراءات بناء الثقة حول مشروع سد النهضة والذي يتضمن مبادئ حاكمة بين الدول الثلاث وضمانات تحافظ علي مصالحها لاسيما المصالح المائية لدول المصب وكيفية تحقيق المكاسب المشتركة. ويزورالرئيس السيسي إثيوبيا. غديا "الثلاثاء" وتستمر الزيارة لمدة يومين يلتقي خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين. وعددا من كبار المسئولين ورجال الأعمال الإثيوبيين حيث سيتم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية وبحث عدد من القضايا الأفريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. فضلا عن متابعة آخر مستجدات جهود التوصل لاتفاق حول سد النهضة الإثيوبي ونتائج اجتماعات اللجان الفنية والوزارية حول السد.. ومن المقرر أن يعود السيسي إلي القاهرة مساء الأربعاء المقبل. يذكر أن الزيارة تأتي كمحصلة لاجتماعات فنية بدأت منذ فترة بواسطة لجنة فنية عالمية تضم خبراء في مجال المياه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا. وأجرت اللجنة دراسات وافية حول سد النهضة ودرست كل الوثائق التي وفرتها إثيوبيا. وعلي ضوء تلك الدراسات والوثائق أعدت لجنة الخبراء الأجانب تقريرا ختاميا في مايو 2013 يعتبر بمثابة أول اتفاق فني حول السد. واقترحت اللجنة في تقريرها إجراء ثلاث دراسات للسد.. الأولي حول سلامة السد تقوم بها دولة إثيوبيا. والثانية عن الآثار البيئية بعد إنشائه. أما الدراسة الثالثة هي دراسات هيدروليكية تهتم بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية الناتجة من إنشاء السد علي الدول الثلاث. و تم تكوين لجنة خبراء وطنيين من الدول الثلاث. وافقت علي دراسات الخبراء الأجانب وكان لابد أن يدعم المسار الفني بمسار سياسي. واجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث ووزراء الموارد المائية بالخرطوم الشهر الماضي وقرروا أهمية توقيع اتفاق إطاري سياسي بواسطة رؤساء الدول الثلاث حول المبادئ لتعضيد الاتفاق الفني. مشيرين إلي أن نقاشات اللجان الفنية وحتي الوزارية لم تتضمن أي حديث حول حصص المياه وركزت مخرجات لجنة الخبراء الأجانب علي الآثار البيئية حول كمية المياه ونوعيتها وطالبت اللجنة الفنية بأن يتم إنشاء السد علي أحدث المتطلبات للمواصفات العالمية في إنشاء وسلامة السدود. من جانبه أعلن معتز موسي. وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني. أن رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت. ورئيس وزراء أوغندا. سيشاركان في مراسم توقيع اتفاقية سد النهضة الإثيوبي بالخرطوم. أضاف موسي أن الأمين العام لجامعة الدول العربية ومفوض الاتحاد الأفريقي والمدير التنفيذي لمبادرة حوض النيل وأمين منظمة الإيقاد أكدوا حضورهم مراسم التوقيع اليوم الاثنين. من المتوقع أن يشهد الحدث تغطية إعلامية غير مسبوقة وسيتم نقله مباشرة عبر عدد من التليفزيونات والإذاعات العربية والأفريقية. أكد خالد أحمد المعتصم مستشار الإعلام والعلاقات الخارجية بسفارة إثيوبيا بالخرطوم. أن سد النهضة الإثيوبي سيكون جسرا للتواصل بين الدول الثلاث من خلال مشروعات الربط الكهربائي ومشاريع التنمية المشتركة. قال في تصريحات صحفية. إن توقيع اتفاق المبادئ حول سد النهضة بواسطة رؤساء الدول الثلاثة الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا. اليوم الاثنين. بالخرطوم يأتي بناء علي تقارير اللجان الفنية والسياسية التي عكفت علي دراسة كل الجوانب المتعلقة بالسد وعلي ضوء الاتفاق سيتواصل العمل في بناء السد. مشيرًا إلي الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للسد. والطاقة الكهربائية الكبيرة التي يوفرها للدول الثلاث وتقليل الطمي وتنظيم منسوب النيل وتقليل الفيضانات في فصل الخريف. أوضح أن توقيع الاتفاق يعني عمليا تجاوز كل التحفظات المتعلقة بالسد. مشيرًا إلي أن مسألة الأمن المائي تعتبر من المسائل الإقليمية الحساسة. وأن الرؤساء الثلاثة اتفقوا علي معالجة القضايا بعد الجولات المختلفة للخبراء والفنيين الذين زاروا موقع السد. وهنالك لجنة مكونة من خبراء دوليين لتقييم مرحلة امتلاء بحيرة السد. مبينا أن السد الذي يموله الشعب الإثيوبي لا يمكن أن تتساهل الحكومة في مواصفاته الفنية. كشف عن أعمال هندسية تجري علي مستوي السودان للاستفادة من الطاقة الكهربائية المنتجة من السد. موضحًا أن الاتفاقيات المبرمة مع الجانب السوداني في كل المجالات سيتم تفعيلها. يذكر أن 85% من مياه النيل تأتي من إثيوبيا عبر النيل الأزرق وأن سد النهضة الواقع في إقليم بني شنقول بالقرب من الحدود مع السودان سيخزن 72 مليار متر مكعب من المياه وتبلغ تكلفته الكلية 4.7 مليار دولار وينتهي العمل فيه في عام 2017.