تحدثت في مقالي السابق عن غياب المعايير والأهداف المحددة في أسلوب العمل داخل اتحاد كرة القدم والتي يتم بناء عليها اختيار من يقود المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها.. وجاءت الأزمة الساخنة والانقسامات التي وقعت بين أعضاء مجلس إدارة الجبلاية لاختيار المدير الفني للمنتخب الأول وإشتعال الصراع إلي حد المشادات الكلامية والجذب والشد فيما بينهم بمثابة نموذج صارخ لحجم الخلافات حول استقدام مدرب وطني أم خواجة حتي إستقر الرأي علي التعاقد مع الارجنتيني كوبر وكما قلت هذا التضارب والصراع المستمر في إدارة شئون اللعبة يعد محصلة طبيعية لشعارات العشوائية والإرتجالية والمحسوبية والمجاملات في الاختيارات وتسديد الفواتير الانتخابية. وصدق أو لاتصدق فقد واكب قدوم المدير الفني الأجنبي كلاكيت لعاشر مرة اختيار الصديق الدكتور علاء عبدالعزيز مديرا إداريا للمنتخب الأول وذلك علي الرغم من أنه يشغل منصب مدير العلاقات العامة ومساعد المدير التنفيذي باتحاد الكرة.. ولا أدري ما هي المعايير التي تم بناء عليها اختياره إلي الحد الذي يجعله يحتفظ بثلاثة مناصب دخل الجبلاية.. أم أن اختياره جاء بدون معايير كالعادة نتيجة لسياسة المجاملات التي يدار بها الاتحاد لأن أعضاء مجلس الجبلاية الذين اختاروه مديراً إدارياً لمنتخب مصر سبق ورفضوا تعيينه مديرا تنفيذيا للاتحاد وفضلوا العميد ثروت سويلم فهل في يوم وليلة اقتنع رجال الجبلاية بأحقيته في تولي هذا المنصب الجديد.. وهل يستطيع الدكتور علاء عبدالعزيز تحمل مسئولية ثلاثة مناصب في توقيت واحد والاجادة فيها بالتركيز والجهد الذي يحتاجه كل منصب من الثلاثة بمعني آخر هل تسعفه لياقته البدنية والذهنية حاليا للتصدي لهذه المهمة؟!.. بعض الخبثاء داخل الجبلاية يؤكدون أن اقتراب موعد انتخابات الجبلاية للدورة الجديدة 2016 وراء قرار اختياره لهذا المنصب!! والحدق يفهم لانه يستطيع أن يقوم بدور كبير خلالها.. ليتأكد لنا جم الفساد الذي تغرق فيه الجبلاية مع حرافيشها والذي يفسر لنا دائما أسباب الفشل الذريع والفضائح التي لحقت بالكرة المصرية جراء سقوط جميع منتخباتها بداية من الناشئين وصولا للفراعنة.. فهؤلاء الخبثاء يرون أن الدكتور علاء عبدالعزيز كانت له تجربة فاشلة عندما تولي نفس المنصب مع المنتخب الاوليمبي مع هاني رمزي المدير الفني للفريق آنذاك حيث وقعت أخطاء إدارية فادحة لعل ابرزها سفر عدد من المواطنين لا علاقة لهم بالمنتخب الاوليمبي أثناء رحلته للسعودية. وأثيرت قضية خصم 5% من مستحقات اللاعبين من كل مباراة خاضها المنتخب وتلك المشكلة آثارها اللاعبون عبر شاشات الفضائيات.. وكلنا يذكر ما أثير حول ختم جواز خروج ودخول علاء شاكر أخصائي العلاج الطبيعي للمنتخب الاوليمبي آنذاك أثناء سفره علي طائرة خاصة.. بينما كانت المفاجأة أن علاء شاكر لم يكن قد غادر مصر من أصله.. وكانت تلك الأخطاء محصلة طبيعية لصدور قرار من أنور صالح القائم بأعمال رئيس اتحاد الكرة آنذاك باستبعاد علاء عبدالعزيز من منصبه مع المنتخب الاوليمبي وحرمانه من السفر معه لنهائيات دورة الالعاب الاوليمبية بلندن ..2012 وأمام هذه الحقائق فإن السؤال الذي يفرض نفسه: أين المعايير في عودة الدكتور علاء لنفس المنصب مع المنتخب الأول والذي نعلم أنه يحتاج لجهد كبير في المرحلة القادمة وكلامي هذا لا ينفي إعتزازي وتقديري له فهو تاريخ طويل من العطاء داخل منظومة الجبلاية والخطأ وارد في العمل.. ولكن هل لا يوجد كوادر ودماء جديدة قادرة علي تولي هذا المنصب فالرجل أعطي سنوات طويلة في هذا المضمار وهو الآن يشغل بكفاءة منصب مدير العلاقات العامة بالاتحاد.. فلماذا هذا التشتيت في الجهد والفكر..؟! ولماذا هذه المجاملات الفجة والعشوائيات في العمل؟! وأين المعايير والتخطيط العلمي والاستراتيجية في التعامل مع مستقبل الكرة المصرية بعيدا عن المصالح الشخصية لحرافيش الجبلاية.. والبقية تأتي.