في زمن تتحدث فيه العاهرة عن الفضيلة واللص عن الأمانة والكاذب عن الصدق. في زمن نخون فيه بعضنا دون أدلة.. نبيع فيه الكبرياء والكرامة من أجل مكاسب رخيصة.. زمن يزداد سقوطا برغبة الجميع في تغيير الجميع ولا يفكر كل فرد في تغيير نفسه للأفضل.. ولكن كيف وقد اقتنع كذبا أنه الافضل أو الأصلح!! من منا بلا خطيئة؟.. من منا لم يرتكب جريمة ولو صغيرة في حق نفسه؟ من لم يقصر في حق ربه؟! جميعنا فعلنا.. فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. لو اقتنعنا بأن التغيير يبدأ بنا بتطهير نفوسنا وبغرس الحب فينا.. الحب الذي أصبح مجرد حروف نتحدث عنها بلا صدق.. نعيد احياء الانتماء للوطن.. نعمل ليعم الحق والخير والجمال.. نبحث عن التغيير الذي يليق بالإنسان الذي كرمه الله وليس التغيير الجبري بكرباج يلسعنا كعبد متمرد أو حيوان مارق. دعونا نعترف بذنوبنا فهذا أول الطريق.. وننطلق لعلاج ما بنا من أمراض وآفات ترسخت فينا بفعل الجهل والتغييب والقهر.. والعمل لسنوات طويلة علي محو شخصية المصري الاصيلة.. تلك الشخصية التي كان من أبرز سماتها الرحمة والتعاطف.. الآن اصبحت شخصية مكتئبة.. تميل للعنف إلا من رحم ربي.. العنف اللفظي أو المادي.. يكفي أن تعارض شخصا ما لينهال عليك بما هو فيك وبما ليس فيك وربما امتدت يده وربما سلاحه أيضا.. كيف نعود بالمصري لما كان عليه؟ كيف لا نتصارع علي أوهام؟ كيف نعود لحمة واحدة قلباً واحداً؟ اسئلة آن الأوان للبحث فيها وخاصة بعد ظواهر التعذيب للإنسان ثم للحيوان الأعجم.. وما قصة الكلب الشهيرة الذي مثل به إلا ناقوس خطر يؤكد أن هناك أشياء لا يجب إهمالها.. هل اصبح المواطن المصري بحاجة لطب نفسي معالج لتلك الظواهر؟ علي خبراء الاجتماع ايجاد الحلول السريعة قبل أن نسقط في هوة شريعة الغاب.. علينا بالعودة للتربية في المدارس والبيوت.. علينا أن ندق جميعا ناقوس الخطر أن نصرخ بعلو الصوت: هناك شعب عريق يموت.. بعد موت الحب والرحمة والأخلاق ماذا بقي لك أيها المصري.. الانتباااااه.