عقب الضربة الجوية التي نفذتها القوات المسلحة المصرية ضد مواقع الأسلحة والإقامة لعناصر داعش في ليبيا يري الخبراء الاستراتيجيون أن الأمر لن يقف عند هذا الحد. ووضع الخبراء ثلاثة سيناريوهات متوقعة لتطور الأحداث في التعامل مع داعش. السيناريو الأول هو قيام داعش بتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء واستهداف المصريين في ليبيا انتقاما من الضربة الجوية.. السيناريو الثاني يتمثل في تدخل بري في ليبيا بقوات خاصة ولمهمة محددة الهدف والمدة دون تدخل بري كامل بالدبابات والمدرعات وغيرها.. أما السيناريو الثالث فيتمثل في اقتناع الإرهابيين من تنظيم داعش بقدرة الجيش المصري علي إبادتهم وينقلون نشاطهم الإرهابي بعيدا عن مصر والمصريين. * اللواء طلعت مسلم "الخبير الاستراتيجي" يري أن الأزمة الراهنة بين مصر وداعش لن تتوقف عند هذا الحد فالسيناريو المتوقع بعد الضربة الجوية التي قام بها الجيش المصري في ليبيا واستهداف مواقع لداعش متوقع أن يكون لها رد فعل انتقامي ويجب أن يكون الجيش المصري مستعدا لمواجهتها وإحباط هذه العمليات فقد تقوم داعش بمزيد من الأعمال الإرهابية في سيناء أو باستهداف المصريين الموجودين بليبيا. وعن طريق التنسيق القائم بين ليبيا ومصر والذي لعب دورا كبيرا في نجاح الضربة الجوية المصرية يجب استكمال هذا الدور واستمرار التنسيق الكامل لمساعدة المصريين الموجودين بليبيا وتوصيلهم إلي مناطق آمنة. أضاف ان الحل الرادع لم يكن من الجانب المصري لكن من داعش فقط تتعظ وتقتنع بأن الجيش المصري قوي وقادر علي مواجهتهم فتبتعد بهذه الأفكار المتطرفة والعمليات الإرهابية بعيدا عن مصر.. وهذا سيناريو آخر لتطور هذه الأحداث. * اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي "أستاذ الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية" يري أن السيناريوهات المتوقعة مفتوحة لكن جميعها في يد القوات المسلحة بما تمتلكه من قوات جوية وأرضية وغيرها فتستطيع هي فقط أن تحدد الطريقة المثلي للتعامل مع الوضع الراهن. أشار إلي سيناريو آخر عبارة عن التدخل البري بحيث لا يكون هناك تدخل بالمعني الذي يعتقده البعض وهو إعلان حرب أو غيره لكن سوف يأخذ شكلا أضيق بمعني تحديد أهداف معينة بعينها تنفذها قوات خاصة في مدة قصيرة والعودة وسوف يساند ذلك تدخل جوي أيضا لأن الجانب الآخر من تنظيم داعش بالتأكيد سيكون لديه دعم بري قوي لكن من الصعب عليه مواجهة الجيش المصري برا وجوا وهذا الأمر متروك لتقدير الجيش المصري. أشار إلي ضرورة عودة المصريين الموجودين في ليبيا خاصة أن الحكومة المصرية توفر لهم الطرق التي تضمن عودتهم للأراضي المصرية بسلامة وكذلك منع السفر إلي ليبيا حتي تهدأ الأوضاع. * د. أحمد عزالدين "خبير الشئون الاستراتيجية" أكد أنه بالتأكيد لن ترضخ داعش بعد الضربة الجوية التي قام بها الجيش المصري ضدها فالسيناريو المتوقع أنها سوف تكثف من عملياتها الإرهابية وإيذاء المصريين الموجودين في ليبيا وبالفعل في نفس اليوم الضربة الجوية حاولت داعش من خلال 12 سيارة أن تقتحم الحدود الليبية بصواريخ سام وتم إحباط هذه المحاولة مشيرا إلي أن هناك تعاونا كاملا بين الجيش المصري والجيش الليبي ولولا هذا التنسيق ما تمكنا من تحديد الهدف ومواقع عناصر داعش الإجرامية. أشار إلي أنه خلال الفترة الراهنة من الصعب أن يكون هناك حل قاطع لهذه المسألة لكن يجب أن يكون الجيش المصري مستعدا وفي حالة تأهب قصوي لمواجهة أي اعتداء وإحباط العمليات الإرهابية من داعش. أضاف ان التدخل البري قد يكون واردا في ضوء تقدير الموقف وفقا للوضع الاستراتيجي للقوات المسلحة وهذا لا يعني اكتساح الأراضي الليبية بدخول مدرعات وأسلحة ثقيلة لكنه سيكون في شكل قوات خاصة تستهدف موقعا أو منطقة بعينها وتنفيذ المهمة والعودة بسرعة. * الخبير الاستراتيجي اللواء حسن الزيات "قائد الجيش الثالث الأسبق" أكد علي ضرورة قيام الجيش المصري بتكرار الضربة الجوية سريعا قبل أن تستفيق داعش واستكمال التنسيق بين مصر وليبيا لإبادة هذا التنظيم الإرهابي من الأراضي الليبية لخطورته علي مصر مشيرا إلي أن التعاون بين مصر وليبيا قبل الضربة الجوية وتكوين غرف عمليات مشتركة رغم أنها متفرقة لكنها كانت تعمل علي نحو تنظيمي كأنها غرفة عمليات واحدة أنجحت الضربة الجوية. * د. نبيل فؤاد "أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر" أشار إلي أن هناك سيناريوهين متوقعين عقب هذه الضربة الجوية.. الأول أن تحاول داعش أن تنفذ عملا إرهابيا جديدا في سيناء أو ضد أبنائنا في ليبيا.. والثاني أن يحاولوا تجنب الجيش المصري بعد أن تأكدوا من قدرته علي ردعهم فينفذون مخططاتهم بعيدا عن مصر. أوضح أن تواجد المصريين في ليبيا غير آمن علي حياتهم خاصة أن أعدادهم غفيرة لذلك من الأفضل عودتهم والانتظار حتي تهدأ المواقف المشتعلة وعدم السماح بدخول المصريين إلي الأراضي الليبية ومنعهم من علي الحدود حفاظا علي أرواحهم. أضاف ان المجتمع الدولي حان دوره بأن يقتنع بأن داعش ومثلها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة تمثل تهديدا للسلم والأمن العالميين ومن الممكن أن يتم تشكيل قوات دولية لحسم الموقف مع هذه التنظيمات وتشكيل حكومة قادرة علي السيطرة علي ليبيا ومنع تواجد هؤلاء الدخلاء بها.