قادتني الظروف لأن أشاهد حلقة من برنامج الإعلامي وائل الابراشي "العاشرة مساء" كان ضيفها الموسيقار الكبير محمد سلطان.. وكم كانت سعادتي بهذا اللقاء المتميز والذي عبر فيه سلطان "القمة" عن الأصوات الغنائية والملحنين وقدم النصيحة لهم لكي يحققوا النجاح خلال مشوارهم الفني الطويل.. لكن أهم ما لفت انتباهي هو ان الموسيقار الكبير محمد سلطان رغم اسمه الكبير في عالم الغناء إلا أنه كان شديد التواضع والأدب والعلم الغزير والنفس الطيبة وتحدث بكل صراحة عن عشقه للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم وكيف كانت التعاملات بينهم خاصة أثناء وبعد اقامة أي منهم حفلة غنائية فيسعي الآخر لتهنئة زميله.. وبصراحة فهذا الرجل المحترم الموسيقار محمد سلطان أعطي دروساً كثيرة في شتي مناحي الحياة وليس في الغناء واللحن فقط.. ولم لا وهو الذي قام بتلحين مجموعة أغنيات كبيرة للراحلة العملاقة فايزة أحمد والتي كانت متميزة في أغانيها وكم قدمت لمصر الأغاني الوطنية بجانب الأغاني العاطفية مازالت في وجداننا مثل "حبيبي يامتغرب" و"ايوه تعبني هواك" و"نقطة الضعف" وغيرها من الأغاني الكثيرة التي حفرت اسمها علي طريق النجاح.. ولم لا وهي التي تألقت ولمعت من جيل وزمن الغناء واللحن الجميل.. كما تحدث الموسيقار محمد سلطان عن خوفه علي التراث الغنائي بالإذاعة والتليفزيون وكم نبهنا كثيرا وقلنا بأن مكتبة التليفزيون مليئة بكنوز غالية الثمن ولا تقدر بمال ويجب المحافظة عليها وحمايتها فهي ملك للشعب قبل أن تكون ملكا لماسبيرو.. وليت المسئولين في ماسبيرو وبقدرون أهمية الثروات المتواجدة بين جدرانهم قبل أن يأتي يوم ولا نجد إلا الفن والغناء الهابط.. وخيرا فعل وائل الأبراشي في استضافته لنجم وموسيقار من زمن اللحن والغناء والفن الجميل وليته يكررها مع آخرين أمثال سيدة المسرح سميحة أيوب وشويكار وليلي طاهر وعمر الشريف وغيرهم الذين هم بيننا متعهم الله بالصحة والستر وأبعد عن آذاننا المطربين والملحنين أصحاب الأصوات والألحان الهابطة.