إنه في يوم من أيام الحقول الخضراء ذي السماء الصافية والأرض النامية والطيور الشادية والأشجار العالية كان يعيش أبوقردان بريشه الأبيض الزاهي ومنقاره الجميل وقدميه الطويلتين أعلي الشجر الأخضر معتزاً بنفسه ومتباهياً بها ويقول: أنا الأمير أبوقردان أمير المملكة الخضراء مملكة الشجرة والخضرة مملكة النخلة والزهرة قصري في الشجن عالي ورزقي في الأرض الخضرة. أنا الأمير أبوقردان: أطير وارفرف في السما وجبيني عالي ووفائي لصديقي الفلاح يزيدني عزة وكرامة كنت أعيش مع صديقي في هناء وسعادة وكرامة علي الأرض الخضراء نأكل منها ما طاب ونرويها بدمعنا ونفديها بدمنا كنت وصديقي ملكين علي هذه الأرض الخضرة. ولكن طمع الإنسان في هذا الزمان لم يجعل للوفاء بنياناً. هدم الإنسان الوفاء داخل قلبه طمعاً في المال والثراء. قام الفلاح بتجريف الأرض لتتحول من أرض خضراء إلي أرض جرداء في مدينة غراء لتتحول هي الأخري إلي مبان عالية علي أرض كانت نامية لتجعل من الفلاح رجل أعمال ثري ترك فلاحة الأرض وذهب ليحصل علي إيراد المباني ونسي صديقه.. صديقه الوفي "أبوقردان". وعلي الرغم من ذلك لم يترك أبوقردان المكان ولكنه كان يعيش فوق أسطح المباني وكان يبحث عن طعامه بين القمامة والثري بين العفن والأعفن كان يعلو ظهور الحيوانات كي يأكل من فوق أجسادها ويجمع الديدان من بين مخلفات بني الإنسان وأصبح ريشه أسود من القاذورات والقمامة التي أصبح يعيش فيها وانخفض جبينه العالي وبدلاً من أن يسكن أعلي الشجر أصبح يحيا بين الحفر. أنا أبوقردان ظلمني بنو الإنسان هجرني وتركني للزمان آن بني الإنسان! لم تنس الوفاء؟ لم تنس الحب؟ لم تنس العطاء؟ آه من بني الإنسان!