* سيدتي: منذ عشر سنوات وأنا أقرأ لك وتعجبني معالجتك للمشاكل وأشعر أنك أم للجميع ولا أعرف سنك ربما كنت أصغر من ذلك وربما أكبر لا يهمني إلا أن الرأي ناضج جداً ومحترم ولذا نشكر تلك الجريدة الحبيبة التي منحتنا تلك الفرصة من خلالك بعد أن أصبح حل المشاكل في أماكن أخري سبوبة بدون وعي ولا علم وهذه مشكلتي التي من أجلها تحولت من قارئ لصاحب مشكلة. منذ عشرين عاماً تزوجت من فتاة تكبرني بعامين ولكنني أحببتها جداً وعندما ذهبنا لخطبتها لم تعجب أمي وقالت إنها سترهقني فهي لا تحترم أبيها ولا أمها وهذا ما لمسته أمي بعد زيارتين لا أكثر.. اعتقدت وقتها أنها الغيرة التي تصاحب الأمهات ممن يأخذن أولادهن وتمسكت بحبيبتي ولكن أمي قالت إن تزوجتها لن يبارك الله لك فأنا أعرف أكثر منك سترهقك.. صممت فغضبت مني وقالت ربنا لن يريح قلبك كما لم ترح قلبي.. كانت أمي أيضاً لها رغبة كبيرة في ابنة عمي التي تصغرني بخمس سنوات جميلة وهادئة حتي أنني لم أكن أشعر بأنها في البيت من كثرة الهدوء وكنت أحب المرأة المشاغبة خفيفة الدم والحضور وهذا كان متوفراً فيمن اخترتها. تزوجنا ولم يمر شهر العسل إلا وسقط القناع ورأيت ما قالته أمي بسهولة ويسر كانت يا سيدتي سليطة اللسان بشكل غريب فهي تشتم وتسب لأتفه الأسباب حتي أنها تشتم أخواتها وأمها بألفاظ أخجل من ذكرها.. وعندما نبهتها أن هذا خطأ كبير ولا يجب ذلك قالت ساخرة المهم أنني لا اشتمك أنت.. ولا تشتم أنت وروح الجنة خليني أنا في النار وعرفت من أمها أنها طويلة اللسان ولكنها طيبة.. ومرت شهور أخري وحملت زوجتي وجاءت أمي في الشهور الأولي لزيارتنا وعندما وجدتها تعاني من الحمل قررت أن تبقي معنا ليومين تعد لزوجتي بعض الطعام وتضعه في الثلاجة وترتب لها البيت وتغسل الملابس المتسخة.. أعمال كان من المفروض أن تقوم بها أمها أو شقيقتها بحكم العرف والعادة التي نعرفها.. ويبدو أن أمي وضعت قطعة غسيل لا تغسل في الغسالة بالخطأ.. فكانت كارثة صرخت زوجتي فيها "أنت مش بتفهمي خالص" صدمت أمي وتجمدت مكانها ثم خرجت من بيتي وهي تجري حتي أنها لم تنطق وعندما هممت بالرد علي زوجتي وتعنيفها قالت لي وبصوت عال "وراها يا بن أمك مش نقصاك". من يومها وحتي تلك اللحظة لم أر السعادة في حياتي وتحولت زوجتي لغوريللا كبيرة تسكن بيتي ولا أملك إلا الصمت من أجل الأولاد الذين يشتمون مثلها فلم ينج أحد من طول لسانها ومن يراها لا يعلم أنها بهذا السوء فهي جميلة أنيقة بذيئة. أمي حتي ماتت لم تدخل بيتي وكنت أزورها وحدي بعد أن رفضت زوجتي الاعتذار بحجة أنها تشتم أمها ولا تعتذر وأن أمي تبالغ في الأمور. مرت السنوات بهذا الغباء مني والبذاءة منها حتي أنني كنت أفعل ما تطلبه خوفاً من التعرض للسانها الطويل واتقاء لشرها.. حتي عام مر وتبدل الحال بعد أن قابلت ابنة عمي العائدة من الخارج بعد أن توفي زوجها وتذكرت رغبة أمي في زواجي منها وعرضت عليها ذلك فقالت إنها لا تفكر في الارتباط ثانية بعد زوجها الذي أحبته ولكنني ألح عليها فأنا بحاجة للهدوء والحياة السعيدة التي سأنعم بها مع زوجة راقية الأخلاق كابنة عمي تلك.. وعلمت زوجتي ولا أعرف كيف مما جعلها تصب غضبها علي ابنة عمي وتسبها بأحقر الألفاظ وفعلت معي نفس الشيء وطلبت منها أن نذهب لمكتب لحل المشاكل الأسرية وذهبنا ولم نصل لحل ولكنها خرجت من المكتب متمسكة بكلمة قيلت من الأستاذ المعالج عندما سألني أمامها هل فكرت تكتب أي شيء تملكه باسم زوجتك وقد سألها نفس السؤال.. كانت إجابتي لا.. أما هي فقالت لا أملك شيئاً حتي اكتبه أو لا اكتبه.. ولكنها خرجت من عنده وهي مصممة أن أكتب لها شقة التمليك التي نعيش فيها وأحالت حياتي لجحيم أكثر وابنة عمي ترفض استقبالي بعد مكالمة زوجتي لها ولا أعرف كيف أصرف حياتي.. سيدتي هل دعوة أمي قد استجاب لها الله وماذا أفعل لأقنع ابنة عمي بالزواج مني. ** عزيزي: تشكو من شيء وتطلب حلاً لشيء آخر.. دون غضب أن ندم لأنك راسلتنا فنحن نتشرف بكل وبكل القراء ولكن أحياناً يكون الرد مؤلماً ولكن مبضع الجراح يشفي لا يقتل.. أنت لا تجيد التفكير ولا إدارة أمور حياتك ولهذا قالت لك أمك لن ترتاح.. لأن زوجتك كانت واضحة جداً حتي أن والدتك اكتشفتها من زيارتين فقط.. هي بذيئة اللسان مع والديها أمام الناس فما بالك بما خفي ولكنك تمسكت ولم تفكر ولم تذكر لي فترة الخطوبة التي هي فترة اختبار للطرفين.. لم تصحح المسار واكتفيت بأن تلبي لها طلباتها اتقاء لبذاءة لسانها.. يا الله.. أمثل هذا يكون الرجل الذي هو وليها والذي هو قوام في بيته يربي البذاءة حتي تثمر أطفال سيكونون مثل التي ربت بالتأكيد فيبدو لي أنك لا تتدخل في شيء خوفاً منها واتقاء للسانها.. ثم تريد ترك كل هذا وتجري بدلاً من علاجه.. تريد الهرب لابنة عمك التي رفضتها قديماً ولا ترغب هي في الزواج الآن.. تريد المستحيل وتلقي باللوم علي المعالج السلوكي الذي ذهبتم إليه والذي ربما كان سؤاله اختباراً للثقة بينكما وهي مفقودة من إجابتيكما.. وتمسكت هي بكتابة الشقة لتتقي أن تلقي بها لو تزوجت أو لمزيد من التحكم والتملك وكلاهما عدم ثقة فيك. أنت بحاجة للمعالج السلوكي وتعديل مسار الأسرة الخربة حتي لو مر 20 عاماً علي هذا الخراب الزوجي والأسري.. قد لا تختفي العيوب ولكنها قد تتحسن قليلاً ولكن مثل زوجتك صعب التكهن بمدي استجابتها للعلاج ولكن عليك بالمحاولة ولا تحاول البحث عن شماعة.. الاختيار الجيد عنوان للحياة القادمة.. حاول أن تصلح شئون أسرتك وتصرف كرجل كان لابد أن يكون حاسماً منذ شتمت والدتك وتعاملت معها بهذه الحقارة أقول كان.. وأقول حاول أما مسألة زواجك فهي هروب ولن تقبل بك ابنة عمك أولاً لأنها غير راغبة ثانياً لأنها لن تسمح بالإهانات من زوجة بذيئة تصبح ضرة لها وينالها ما نال أمك ونالك.. ولا نلومها.. صحح نفسك وأسرتك أولاً وعالج العيوب ربما نجحت وإن فشلت أهرب كما يعن لك ولكن تأكد أن الماضي لن يعود بزواجك من ابنة عمك.