* سيدتي: هذه رسالتي إليك وأرجو أن تردي علي في أقصي سرعة ممكنة. فالأمر لا يحتمل التأخير أو التأجيل خاصة وتلك رسالتي الرابعة اليك وقد بدأت اكتب اليك منذ حوالي ستة اشهر.. وها أنا أصل علي حافة الانهيار دون أن يأتيني ردك. عمري 23 عاماً تخرجت في كلية الصيدلة.. عقد قراني علي ابن عمي ولم نزف بعد أن أحبه بشدة كما يحبني.. أفعل كل ما يرضيه ويسعده بدافع هذا الحب ولكن هناك سر في حياتي وهو أنني وعندما كان عمري 16 عاماً كان شقيق خطيبي الأكبر أي ابن عمي يتحدث معي في التليفون وصارحني بحبه وهيامه وكان عمره وقتها 30 عاماً وخاطب ومع ذلك كان يقول لي معسول الكلام وكنت أصدقه وقد بادلته كلاماً بكلام في التليفون فقط مثل "بحبك" و"وحشتني" لكنني كنت صغيرة مراهقة.. استمر هذا الحال لمدة عام تقريباً إلي أن تجرأ وأرسل لي قبلة في التليفون.. وقمت أنا بشتمه وإغلاق السماعة في وجهه وقطعت الاتصالات لأنه تجاوز الحد.. اقسم لك هذا ما حدث.. بعدها اتجهت لدراستي ثم دخلت الجامعة وتخرجت وتقدم إلي اخوه الأصغر "خطيبي حالياً" وتم عقد القران وأنا أهيم به حباً.. وبالطبع لم يأت علي بالي هذا التصرف الصبياني الذي كان قد حدث منذ سبع سنوات خاصة أن شقيقه هذا قد تزوج وأنجب.. سيدتي أنا لست فتاة مستهترة.. فأنا قارئة للقرآن ومصلية لفروض ربي.. لكنني خائفة مما حدث قديماً خائفة من ابن عمي الكبير أن يقول لأخيه ولا أدري هل أقول له علي ما حدث؟ وهل اعتبر أنا خائنة إن لم أقل له.. خاصة أن هذا الأخ الأكبر شخصيته غير محترمة.. وأخافه رغم عدم الاتصال بيننا تقريباً.. انني لا أنام ولا أكل وكل الأفكار السيئة اصحبت تزورني كل يوم.. هل يكون قد سجل احدي مكالماتنا.. ويهددني بها بعد زواجي؟ أنني أعيش في عذاب أرجو ردك وأن تقفي بجانبي خاصة وأنا وحيدة لا أجد من يقف بجانبي وليس لدي أم لأشكو إليها فهي متوفاه وصعب أن أحكي هذا الكلام لأبي.. فهل أجد لديك قلب أمي؟ ** عزيزتي: ايتها الأبنة البريئة.. من منا بلا اخطاء.. ومن منا لا يملك سراً يخفيه إن لم يكن من البشر ويسره بينه وبين الخالق.. ومن منا لم يؤرق ويسهر يفكر في حاله وأخطائه.. ولكن هل تمضي الحياة هكذا.. تفكير وعذاب؟! إذن أين ايمانك بالله والثقة به واللجوء إليه؟ ربما تجزع النفوس لأمر.. ولها فرجه كحل العقال.. أرجو أن تتذكري هذه الجملة كلما فكرت في مشكلة.. لو كان ابن عمك الكبير هذا ينوي فضح الماضي لقال لأخيه عندما فكر في خطبتك.. لكنه لم يفعل ولو كان مازال يفكر في التلاعب معك فلماذا صبر سبع سنوات.. لقد مرت التجربة بسلام.. أنت..وقد كنت مراهقة.. وهو.. متزوج وأنجب ويعلم جيداً أن اللوم عليه سيكون أكبر فقد كان ناضجاً وخاطباً أما أنت فصغيرة مراهقة ولم يرع فيك صلة الدم بل حاول أن يتلاعب بعواطفك.. لاتخافي الماضي فهو لن يطل بوجهه القبيح علي حياتك الجميلة إن شاء الله اهنئي بعريسك واسعديه واسعدي معه.. وبالطبع لا تخبرينه بما كان قديماً حتي لا تزرع الشوك والشك في حياتك والأمر لا يحتمل هذا فتلك "غلطة" بسيطة قط تقع فيها الكثيرات من الفتيات في هذه المرحلة. استعدي لمرحلتك القادمة لتكوني زوجة وأما.. فقط أحذرك من ابن عمك الكبير وأظنه لن يفعل شيئاً ولكن لا تكثري معه في الحوار ولا تأمني جانبه.. ولا تستقبليه في غيبة زوجك بمفرده ابداً.. وأدعو لك بالهناء والسعادة. ** همسات الصديقة منه الله الشرقية أهلا بك عزيزتي في الموعد الذي طلبته سأكون موجودة بمقر الجريدة وبالطبع اللقاء سيكون سرياً فهذا عهد بيننا وبين القراء لا تقلقي أسراركم محفوظة وبيننا عهد علي ذلك.