هذه رسالتي اليك وأرجو ان تردي علي في أقصي سرعة ممكنة.. فالأمر لا يحتمل التأخير او التأجيل خاصة وتلك رسالتي الرابعة اليك وقد بدأت اكتب اليك منذ حوالي ثلاثة اشهر.. بعد ان عاد بابكم ينير صفحات المساء الحبيبة.. شهور طويلة أحاول الوصول لحل.. وها انا اصل الي حافت الانهيار دون ان يأتيني ردك الذي انتظرته. عمري 23 عاما تخرجت في كلية الصيدلة.. عقد قراني علي ابن عمي ولم ازل احبه بشدة كما يحبني.. افعل كل مايرضيه ويسعده بدافع هذا الحب ولكن هناك سرا في حياتي وهو أنني وعندما كنت عمري 16 عاماً. كان ابن عمي وشقيق خطيبي الاكبر يتحدث معي في التليفون.. وصارحني بحبه وهيامه وكان عمره وقتها 30 عاما وخاطب ومع ذلك كان يقول لي معسول الكلام وكنت اصدقه وقد بادلته كلاما بكلام في التليفون فقط مثل بحبك وحشتيني لكنني كنت صغيرة مراهقة.. استمر هذا الحال لمدة عام تقريبا الي ان تجرأ وارسل لي قبلة في التليفون.. وقمت انا بشتمه واغلاق السماعة في وجهة وقطعت الاتصالات لانه تجاوز الحد.. أقسم لك هذا ما حدث.. بعدها اتجهت لدراستي ثم دخلت الجامعة وتخرجت وتقدم الي اخوه الاصغر "خطيبي حاليا" وتم عقد القران وانا اهيم به حبا.. وبالطبع لم يأت علي بالي هذا التصرف الصبياني الذي كان قد حدث منذ سبع سنوات خاصة ان شقيقه هذا قد تزوج وأنجب. سيدتي أنا لست فتاة مستهترة.. فأنا قارئة للقرآن ومصلية لفروض ربي.. لكنني خائفة مما حدث قديما. خائفة من ابن عمي الكبير ان يقول لأخيه ولا أدري هل أقول له علي ما حدث؟ وهل اعتبر أنا خائنة ان لم أقل له.. خاصة ان هذا الأخ الأكبر شخصية غير محترمة.. وأخافه رغم عدم الاتصال بيننا تقريبا.. انني لا أنام ولا أكل وكل الافكار السيئة اصبحت تزورني كل يوم.. هل يكون قد سجل احدي مكالماتنا.. ويهددني به بعد زواجي؟ انني أعيش في عذاب ارجوك ردك وان تقفي بجانبي خاصة انني وحيدة لا أجد من تقف بجانبي وليس لدي أم لأشكو إليها فهي متوفية وصعب ان أحكي هذا الكلام لأبي.. فهل أجد لديك قلب أمي؟ ** عزيزتي: ايتها الابنة البريئة.. من منا بلا اخطاء.. ومن منا لا يملك سرا يخفيه ان لم يكن مع البشر فقد يكون بينه وبين الخالق.. ومن منا لم يؤرق ويسهر يفكر في حاله واخطائه.. ولكن هل تمضي الحياة هكذا.. تفكير وعذاب؟! إذن أين ايمانك بالله والثقة به واللجوء إليه؟ ربما تجزع النفوس لأمر.. ولها فرجة كحل العقال.. ارجو ان تتذكري هذه الجملة كلما فكرت في مشكلة.. لو كان ابن عمك الكبير هذا ينوي فضح الماضي لقاله لأخيه عندما فكر في خطبتك.. لكنه لم يفعل ولو كان مازال يفكر في التلاعب معك فلماذا صبر سبع سنوات. لقد مرت التجربة بسلام.. أنت وقد كنت مراهقة.. وهو متزوج الآن وانجب وهو يعلم جيدا ان اللوم عليه سيكون أكبر فهو كان ناضجا وخاطبا أما أنت فصغيرة مراهقة ولم يرع فيك صلة الدم بل حاول ان يتلاعب بعواطفك.. لا تخافي الماضي لهو لن يطل بوجهه القبيح علي حياتك الجميلة ان شاء الله اهنئي بعريسك واسعديه واسعدي معه.. وبالطبع لا تخبرينه بما كان قديما حتي لا تزرعي الشوك والشك في حياتك والأمر لا يحتمل هذا فتلك "غلطة" بسيطة قد تقع فيها الكثير من الفتيات في هذه المرحلة. استعدي لمرحلتك القادمة لتكوني زوجة وأما.. فقط احذرك من ابن عمك الكبير وأظنه لن يفعل شيئا ولكن لا تكثري معه في الحوار ولا تأمني جانبه.. ولا تستقبلينه في غيبة زوجك بمفرده أبدا.. وادعو لك بالهناء والسعادة.