"المساء" دخلت سجن النساء بالقناطر الخيرية للمشاركة في الاحتفال الذي نظمه المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون مع وزارة الداخلية بمناسبة عيد الطفولة وذلك لأول مرة.. بهدف إدخال البهجة والسرور علي الاطفال الذين يمرون بظروف صعبة بسبب تواجدهم داخل السجن مع أمهاتهم. كانت البداية للواء جمال شعيب - مدير الإدارة العامة لتأهيل السجون الذي أعرب عن امتنانه لمثل هذه الاحتفالات التي ينظمها المجتمع المدني والتي تعتبر بداية جيدة.. لكي تعيد الثقة للسجينات بعد الإفراج عنهم حتي تتغير الصورة كاملة وذلك باندماجهم مع المجتمع وبداية حياة جديدة.. وهذه رسالة السجون تجاه النزلاء.. وهي إعادة تأهيل الأمهات بتعليم حرفة أو مهنة تضمن لهم رعاية أولادهن وتوفير مصدر رزق لهن.. كما طالب منظمات المجتمع المدني للقضاء علي ظاهرة أطفال الشوارع. استطرد اللواء محمد ناجي - مدير الإدارة العامة لقطاع حقوق الإنسان مؤكداً علي احترام حقوق الطفل وذلك برعايته منذ ولادته حتي بلوغه عامين تحت رعاية الأم.. ثم بعد ذلك يلتحق بدار الرعاية حتي دخول المدرسة. وكان لابد أن نلتقي بمجموعة من السجينات للتعرف علي الظروف التي أدت إلي دخولهن سجن القناطر.. وكيف يعشن داخل السجن مع أطفالهن. كانت البداية مع شيماء علي "28 سنة" محكوم عليها بالسجن لمدة عامين تقول: تعرضت لظلم شديد حيث إن الحكاية ترجع إلي تشاجر ابني أحمد وعمره "6 سنوات" مع ابن جارتي وقامت جارتي بالاعتداء علي ابني بالضرب فلم اتمالك نفسي فقمت بالاعتداء عليها بالضرب وذهبنا إلي قسم الشرطة وفوجئت بمأمور القسم يحرر المحضر ضدي ويتهمني بالبلطجة وتم الحكم عليَّ بالسجن لمدة عامين بينما لم يحاسبوا جارتي. أضافت: زوجي يعمل "سروجي سيارات" وقد منحتني إدارة السجن الفرصة لرعاية ابنتي التي تبلغ من العمر 3 سنوات!! شلة المخدرات أما إيمان محمود سامي - ممرضة فقد حكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة الإتجار بالمخدرات فتقول: لم أتاجر في المخدرات ولم اتعاطاها ابداً والذي حدث أنني كنت في زيارة لإحدي صديقاتي ثم فوجئت باقتحام رجال الشرطة لشقتها وعثروا علي مخدرات واتهموني بأنني أتاجر معها وحالت ظروفي المادية في أن استعين بمحام للدفاع عني وكانت النتيجة الحكم علي بالسجن 5 سنوات. اضافت أن لديها طفلة عمرها 5 سنوات وطفلا عمره 10 سنوات. حنان عبدالعزيز "30 سنة" تقول: ظلمني مدير المغسلة واتهمني بالسرقة رغم انني لم أسرق شيئاً وتم حرماني من طفلاي وعمرهما 5 سنوات و10 سنوات بعد أن دخلت السجن. شيماء جاد عمرها 21 عاما حصلت علي بكالوريوس تجارة دفعة 2013 ودخلت السجن بدلا من زوجها.. تقول: اتفق زوجي وأخي علي إقامة مشروع "سايبر" للكمبيوتر بهدف زيادة الدخل ودفع كل منهما مبلغ 5 آلاف جنيه لتنفيذ المشروع.. وبعد فترة نشب خلاف بينهما.. ثم فوجئت بحضور قوة من الشرطة لمنزلي وتفتيشه وعثروا علي مخدرات بالمنزل ولم يكن زوجي متواجداً في ذلك الوقت وكنت بمفردي وتم اتهامي بالاتجار في المخدرات وتحولت إلي قضية.. وحتي الآن لم أعرف من وراء هذه القضية.. وتم الحكم علي بالسجن 10 سنوات وكفالة 100 ألف جنيه. أضافت: إنني حامل الآن ومعها ابنتها الصغيرة وعمرها عام واحد.. وتطالب بنقلها إلي سجن المنيا حتي تكون قريبة من أهلها. مظلومة أما ولاء عبدالحليم - 30 سنة فتقول: كنت أعمل بأحد المساجد واتهمت في قضية مخدرات بعد أن دسوها في منزلي أثناء تواجدي بعملي.. واتهموني ظلماً وعدوانا وحكم علي بالسجن 10 سنوات وانجبت طفلا اثناء ادائي العقوبة وعمره الآن عام واحد وهو في رعايتي. لم اقتل زوجي؟! تقول وفاء صلاح - دبلوم تجارة: تم الحكم علي بالسجن 25 عاما بتهمة قتل زوجها الذي كان يعمل مشرفا علي سيارات النقل بإحدي الشركات وكان ملتزما في مواعيده وفي إحدي المرات لم يعد إلي المنزل واستمر غيابه 3 أيام وقمت بإبلاغ قسم الشرطة وقدمت لهم صورته حتي ببحثوا عنه فوجدوه مقتولا واتهموني بالتحريض علي قتله مع اثنين من زملائه. حكاية قمر قمر عبدالصمد - ربة بيت "40 سنة" تحكي حكاية غريبة تقول فيها: أنا ضحية الأخذ بالثأر كنت أعيش وسط أسرتي وأولادي أكبرهم 18 عاماً و16 عاماً و15 عاماً وكان يعيش معنا ابن عم زوجي هاربا من "ثأر" وفي أحد الأيام هجم عليه بعض الاشخاص وقاموا بقتله وهرب من في البيت وتركوني وحيدة مع جثة ابن عم زوجي وعندما حضرت الشرطة اتهموني بالقتل وتم الحكم علي بالسجن 25 عاماً. تطالب قمر بنقلها إلي سجن قنا حتي تستطيع رؤية أولادها. والتقينا مع عدد من السجينات اللاتي رفضن ذكر اسمائهن. تقول س. أ. ع "30 سنة": أنا مهندسة ديكور ومتزوجة من مهندس وأثناء قيادتي سيارتي في طريقي للعمل صدمت أحد المارة مما أدي لوفاته وذهبت بنفسي إلي قسم الشرطة وأبلغت عن الحادث وتم القبض عليَّ وحبست علي ذمة القضية ورفض أهل القتيل أخذ "الدية" وصمموا علي دخولي السجن وبالفعل حكم عليًّ بالسجن 6 سنوات وقد مر عام علي دخولي السجن وتبقي لي خمس سنوات. تضيف إن إدارة السجن تعامل السجينات بكل حب واحترام وتوفر لهن كل ما يمكن عمله لتحقيق راحتهم. تقول ل. ع "35 سنة": كنت أعمل مدرسة لغة عربية بإحدي المدارس الابتدائية وتعرفت عليًّ إحدي السيدات التي تعمل بإحدي شركات المكياج وربطت بيننا علاقة صداقة إلا أنني فوجئت بأنها تدير شبكة آداب وذلك عندما كنت في زيارة لها وتم القبض علي جميع الموجودين وحصلت علي حكم بالسجن 5 سنوات - رغم انني بريئة. تقول س. ت 35 سنة: إنها كانت تمتلك مصنعا للملابس الجاهزة هي وزوجها.. وفجأة حدثت مشاجرة بين اثنين أمام المصنع.. وتم إطلاق نار خارج المصنع ولا نعرف من صاحب تلك الطلقات واتهمت بأنني أطلقت النار فلقي أحدهما مصرعه واتهمت بأنني وراء الحادث. احتفالية للأطفال كان المجلس القومي للطفولة والأمومة قد نظم احتفالية بسجن القناطر في إطار الاحتفالات بعيد الطفولة شارك فيها 75 طفلا من أطفال الأمهات السجينات المودعين بمؤسسات رعاية خارجية لرؤية أمهاتهمه بالسجن بالاضافة إلي الأطفال الموجودين بصحبة امهاتهم بالسجن. قالت د. عزة العشماوي - الأمين العام للمجلس انه تم زيارة أطفال الأمهات السجينات المودعين بمؤسسات رعاية خارجية مشيرة إلي أن اللجان التي شكلها المجلس كشفت عن وجود بعض الاضطرابات النفسية لدي الأطفال وخاصة عند طرق موضوعات خاصة بأمهاتهن داخل السجون.. وكان هناك بعض التحفظات علي النظافة الشخصية للأطفال. أضافت د. عزة انه في إحدي المؤسسات بدا علي المظهر العام للاطفال النظافة الشخصية وارتداؤهم ملابس مناسبة كما لوحظ عليهم الاندماج داخل انشطة المؤسسة ولا يبدو علي سلوكهم أية علامات ظاهرة للعنف.