ملامح الإجرام تبدو علي وجهه تجعله مثيراً للخوف والريبة تجرع الجريمة منذ نعومة أظفارة حتي سارت في دمه.. ارتكب كل الموبقات وأصبحت هدفه وغايته الأسمي التي طالما يسعي إليها. نشأ "رجب" في أسرة مجرمة بطبعها بمنطقة المرج لم تخل صحيفة أحد منها من الجرائم الأب نشال محترف وكذلك الشقيق الأكبر الذي يمثل له القدوة والمثل الذي يجب ان يحتذي به فتعلم منه فنون النشل والسرقة وأصبح لايفوق شقيقه المحترف فقط ولكن زملاءه الأشقياء أيضاً كان دائم الاختلاط بهم والتعلم منهم بعدما ترك المدرسة وهو في السنة الأولي منها. كان ذلك جواً خصباً لتكوين شخصية "رجب" بعدما أراده والده وشقيقه أن يكون خليفتهما في عالم الإجرام والسرقة وما أن اشتد عوده حتي ذاع صيته بين أهالي المنطقة وأصبح "امبراطور" ذلك العالم المظلم. كان يختار ضحاياه بدقه وتأن ولا يستطيع أحد ان يمسك به لقامته القصيرة التي تساعده علي الهرب بسرعة فائقة. ارتكب "رجب" العديد من جرائم السرقة بشقق ومنازل منطقته وجيرانه فقد كان يستغل خروج قاطنيها إلي العمل وخلوها من السكان ثم يتسلق إليها كالقرد ويتسلل كالسلحفاة إلي الغرف ويشطب علي محتوياتها. حتي تمكن أحد الأهالي من الإيقاع به ليتم إلقاء القبض عليه ويزج به خلف القطبان. بعد خروجه من السجن لم تردعه لياليه وأيامه المظلمة وعاد لمزاولة نشاطة حتي أصبح مسجلاً بسجلات قسم الشرطة ومتهما في العديد من سرقات المنازل والشقق وأصبح وجهه مألوفاً للمساجين داخل الحجز. فكر "رجب" في ان يغير نشاطه من سرقة الشقق إلي سرقة متعلقات رواد المساجد من المصلين. نسي الله وفكر في إشباع رغبته المادية بالسرقة ولو في بيت الله بعد ان أعمي الشيطان عينيه ولعب بعقله حتي أصبح يسير في دمه ويستحل كل شئ ولكن كان الله له بالمرصاد وسقط في أول مرة أثناء سرقة متعلقات أحد المصلين لتعاقبه المحكمة بالحبس لمدة ثلاثة أشهر مع الشغل والنفاذ ليتم الزج به داخل زنزانته التي كثيراً ما توحشه. أثناء مرور رجال مباحث الأزبكية بشارع نجيب الريحاني لمتابعة الحالة بالمنطقة فوجئوا بجمع من الأهالي وباستطلاع الأمر وجدوا أحد الأشخاص ممسكاً بالمتهم تبين انه أثناء أداء "المجني عليه" صلاة العصر قام المتهم بسرقة أمواله ومتعلقاته من حقيبته أثناء تركه لها. وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة وبتفتيشه عثر بحوزته علي متعلقات المجني عليه وبرر المتهم جريمته لمروره بضائقة مالية واحتياجه للمال. وبالكشف عنه تبين انه مسجل خطر سرقات متنوعه وسبق ضبطه واتهامه في العديد من القضايا. أمر العميد محمد مدكور مأمور قسم شرطة الأزبكية بتحرير محضر بالواقعة وإحالته إلي النيابة التي قررت حبسه وإحالته إلي المحكمة التي قضت برئاسة المستشار شريف كامل رئيس محكمة جنح الأزبكية بمعاقبته بالحبس لمدة ثلاثة أشهر مع الشغل والنفاذ ليعود إلي زنزانته المظلمة.