معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد واحداً من أهم المعارض العربية التي تحظي بمشاركة واسعة سواء من حيث عدد دور النشر أو الإقبال الكبير من الزوار .. وجاء حصول المعرض علي التصنيف الرابع عالمياً خلال الدورة الماضية ليتوج مشوارا طويلا من الجهد والعمل الدؤوب . فهناك حرص دائم علي تطوير الفعاليات وتوسيع البرامج والخدمات المقدمة للزوار تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي. عضو المجلس الأعلي لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة. الذي أراد أن يكون المعرض مهرجاناً ثقافياً متكاملاً . الدورة القادمة التي تستضيفها الشارقة في الفترة من 5 الي15 من الشهر الجاري ستكون الأضخم في تاريخ المعرض بمشاركة 1256 دار نشر من 59 دولة . وتشارك مصر ب 140 دار نشر وبذلك فإن جناحها هو الأكبر بعد دولة الإمارات العربية المتحدة . "المساء" حرصت علي اجراء حوار مع مدير المعرض أحمد بن ركاض العامري عبر البريد الإلكتروني ليتحدث عن أهم فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين التي تنطلق وسط احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية * كل عام هناك جديد في المعرض .. حدثنا عن مفاجآت الدورة الثالثة والثلاثين . هذا العام سيشهد تنظيم العدد الأكبر من الفعاليات التي يبلغ عددها 780 فعالية تتوزع علي البرنامج الفكري. وبرنامج الطفل. وركن الطهي. ومحطة التواصل الاجتماعي. إضافة إلي فعاليات أخري عامة. سيشارك فيها عشرات الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرين والإعلاميين والطهاة من جميع أنحاء العالم. ومن أبرزهم النجم عادل إمام. وأحمد أبو الغيط. وزير الخارجية المصري الأسبق. والروائي العالمي دان براون. والروائية والشاعرة أحلام مستغانمي. والإعلامي حمدي قنديل. والدكتور أحمد عمر هاشم. والدكتور أحمد عمارة. ورئيس جامعة الأزهر سابقاً. والكاتب الجزائري ياسمينة خضرا. إضافة إلي ثلاثة عشر فائزاً ومرشحاً للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر". وسيشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين إقامة المؤتمر المشترك بين المعرض وجمعية المكتبات الأمريكية. وهو حدث ضخم يقام للمرة الأولي في المنطقة. خلال الفترة من 11-13 نوفمبر. * عدد زوار المعرض تجاوز مليون شخص في الدورة السابقة وهو تحد كبير يحتاج عملاً كبيراً للحفاظ عليه.. ماذا فعلتم من أجل ذلك؟ إحدي نقاط تميّز معرض الشارقة الدولي للكتاب تكمن في تنوع فعالياته وتوجهها نحو كافة أفراد الأسرة. حيث نحرص علي إقامة النشاطات الثقافية والفكرية والترفيهية التي تجذب الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات . ومن النادر ألا يجد أحد القراء كتاباً يبحث عنه. وهو ما يجذب زواراً كثر من داخل دولة الإمارات وخارجها. للاستفادة من هذه الميزات. ونصحب ذلك كله باستضافة مشاهير الثقافة والإعلام والفن. من الشخصيات المحبببة للزوار. ونتيح لهم فرصة اللقاء بهم والتعرف عليهم عن قرب. كما يوفر المعرض خدمات كثيرة أخري. تساهم في تحقيق النمو المتواصل في أعداد الزوار. * تحدثتم عن تلقي ادارة المعرض ألفا ومائتي طلب للمشاركة من دور النشر العربية فضلاً عن مئات الطلبات من نظيرتها الأجنبية. في رأيكم ما سر هذا الإقبال غير المسبوق؟ يحظي معرض الشارقة الدولي للكتاب بثقة الناشرين في مختلف أنحاء العالم. نظراً للخدمات المميّزة التي نقدمها لهم. وخاصة الرسوم المنافسة للمشاركة والتسهيلات المقدمة في شحن الكتب وتجهيزها علي رفوف العرض وكذلك الإقبال المتزايد من الزوار. وارتفاع حجم مشتريات الأفراد والمؤسسات من دورة إلي أخري . وفي هذا العام كان إقبال الناشرين أكبر بسبب تزامن الدورة الحالية مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية. واستضافتنا لأول مؤتمر مشترك مع جمعية المكتبات الأمريكية. حيث يتوقع أن يشهد المعرض زيادة في عدد الزوار. خاصة القادمين من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا ما انعكس بشكل واضح في مشاركة 12 دولة للمرة الأولي . * المعرض يتميّز دائماً بالثراء الشديد من حيث تعدد الفعاليات وتنوعها. نريد القاء الضوء علي محطات الإعداد.. ومتي بدأت؟ يعمل فريق معرض الشارقة الدولي للكتاب بشكل متواصل علي الإعداد للدورات المتتالية من المعرض دون توقف. ففور انتهاء كل دورة يتم البدء بالتحضير للدورة التي تليها. ولدينا في الحقيقة فريق شغوف بما يقوم به ويتعامل أفراده مع المعرض باعتباره فعالية تتطلب إبداعاً وأفكاراً جديدة في كل عام لضمان المحافظة علي تميزه ونجاحه . ولذلك يتم تقسيم فريق العمل إلي فرق صغيرة. يتخصص كل واحد منها بجانب معيّن من المعرض. مثل العلاقات مع الناشرين. والمشاركات الخارجية. والتواصل مع ضيوف المعرض. وفعاليات الطفل. وهكذا يتم العمل علي كل جانب من قبل فريق متخصص. وأعتقد أنه عندما تعمل في شيء تحبه. وتجد أمامك فريقاً يشاطرك شغفك. فإن المحصلة النهائية لعملية الإعداد للمعرض ستكون متوافقة مع ما تتطلع إليه. * في ظل الحرص الشديد علي التواصل مع المعارض الأخري.. نريد نبذة عن أهم المشاركات في المعارض الخارجية.. وكيف استفدتم منها في تطوير معرض الشارقة؟ يشارك معرض الشارقة الدولي للكتاب باستمرار في المعارض والمهرجانات الإقليمية والدولية علي امتداد العالم. وذلك بهدف تحقيق مزيد من التواصل مع الناشرين والمؤلفين والمفكرين وقادة العمل الثقافي. وهذا العام شاركنا في عدد كبير من المعارض. وأبرزها معرض القاهرة الدولي للكتاب. ومعرض فرانكفورت الدولي للكتاب. ومعرض لندن للكتاب. ومهرجان جايبور للآداب في الهند. ومعرض باريس الدولي للكتاب. والمعرض الدولي للنشر والكتاب في مدينة الدار البيضاء بالمغرب. ومعرض ومؤتمر جمعية المكتبات الأمريكية. مصر والإمارات * هناك علاقة خاصة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تتسق مع خصوصية العلاقة بين مصر والإمارات.. هل تقتصر هذه العلاقة بين المعرضين علي التنافس.. أم هناك مشاورات ولقاءات لتحقيق التكامل والفائدة المشتركة؟ تحظي العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية باهتمام مباشر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. عضو المجلس الأعلي لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة. تقديراً للمكانة المتميّزة والرفيعة للثقافة المصرية. حيث يوجه سموه باستمرار إلي تواجد معرض الشارقة الدولي للكتاب والمؤسسات الثقافية الأخري في إمارة الشارقة في المعارض والفعاليات الثقافية التي تقام في مصر . وتسهيل مشاركة الناشرين المصريين في معرض الشارقة الدولي للكتاب. وهذه التوجيهات تأتي في إطار العلاقات الطيبة والمتميزة التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية. علي مدار تاريخها. وفي جميع المجالات. وفي مقدمتها الثقافة . وفيما يتعلّق بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. فقد حظي بأهمية كبيرة من قبلنا. حيث تعتبر مشاركتنا فيه الأكبر علي صعيد المعارض العربية. والعلاقات بيننا وبين أشقائنا لا تقوم علي التنافس بالمعني الحرفي للكلمة. وإنما علي التعاون والتنسيق والاستفادة من خبرات بعضنا البعض لتطوير فعالياتنا وبرامجنا الثقافية. لتعزيز العمل الثقافي وتطويره بنا يعود بالنفع علي مجتمعنا المحلي والعربي. * الثقافة ليست بمعزل عن الواقع الذي يشهد انتشار الفكر المتطرف والتكفيري علي نطاق لا يستهان به .. ما دور الثقافة والمثقفين ومن ثم معرض الشارقة في مواجهة الفكر المتطرف؟ منذ إنطلاقة معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 1982. وهو يلعب دوراً تنويرياً منفتحاً علي جميع الآراء والثقافات والحضارات. ورغم عدم وجود أية رقابة علي الكتب المعروضة. فإن المعرض يحرص علي استضافة الشخصيات الوسطية والمنفتحة. البعيدة عن تأييد الأفكار الظلامية أو الترويج لها. والمعرض بشكل عام هو حدث ثقافي. نحرص فيه علي تجاوز الإشكاليات السياسية لأننا لا نريد الابتعاد عن الهدف الذي انطلق من أجله المعرض. وهو تعزيز الثقافة وتوثيق العلاقة بين القاريء والكتاب .