للسنة الثامنة ينتظر الأسايطة انطلاق مشروع الهضبة الغربية وخروجه للواقع والبدء الفعلي في إنشاء طريق يحدد ملامح جديدة لمحافظة أسيوط ويغير خريطة المحافظة والصعيد بشكل عام. ويصنع التنمية التي ينتظرها الفقراء والأثرياء علي السواء. علي بعد 4 كيلو مترات من مدينة أسيوط تقع الهضبة الغربية التي تطل علي المدينة وكأنها كتلة صخرية عالية تجسم علي أنفاس المدينة العجوز وتمنعها من ظهيرها الصحراوي.. بينما يتمتع سطحها بالاستواء والهواء النقي علي مساحة شاسعة تزيد عن 10 أضعاف مدينة أسيوط الحالية المختلفة بالمكان والأزمات. تبدأ حكاية الهضبة مع أسيوط بعد ارتفاع سعر متر الأرض بسبب حصار الجبل وندرة المعروض حتي تجاوز ال 50 ألف جنيه مع وجود جامعتين يفد إليهما الآلاف كل عام من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس يستثمرون أموالهم بمعاونة السماسرة في بناء الأبراج وشراء الشقق أملاً في أرباح خيالية تأتي بالمال الوفير مما تسبب في رفع سعر الأرض إلي أرقام فلكية تبدو غريبة في محافظة تحتل المركز الأول في الفقر بمجموع 70% طبقاً للأرقام الرسمية.. ويساهم في ذلك الشركات التي تقوم ب "تسقيع الأراضي" لرفع أسعارها للضعف خلال أعوام وربما شهور قليلة. بدأت الفكرة الاتجاه إلي الهضبة في عام 2006 في عهد المحافظ اللواء نبيل العزبي لإيجاد حلول جذرية لأزمات المواطنين ومواجهة مافيا تسقيع الأراضي والمتاجرة في آلام الناس.. وواجهتها عقبات من لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب التي كان يرأسها أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل.. لكن الفكرة عادت من جديد بقوة بعد الثورة وأصدر لها المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي قرار جمهوري حمل رقم 128 في يناير 2012 في عهد المحافظ سيد البرعي لكنها اصطدمت بعد ذلك بحكم الإخوان وعناصرهم من تجار الأراضي.. لكن أعاد اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط الحالي مساعي إطلاق شرارة البدء في تنفيذ المشروع وتوصيل إلي اعتماد مبلغ 50 مليون جنيه للبدء في تنفيذه لكن التحركات لا تزال ضعيفة لا تتناسب مع أهمية المشروع ولا حجم الآمال المعقودة عليه.. وكان لدي مواطني أسيوط طموحات أن تؤدي زيارة رئيس الوزراء المهندس محلب التي استمرت يومين إلي دفع تنفيذ المشروع بأقصي سرعة باعتباره طوق النجاة لكن المواطنين أصيبوا بخيبة أمل وإحباط شديد. يقول إبراهيم محمد علي من شباب أسيوط: إن مشروع الهضبة الغربية بمحافظة أسيوط يمثل لدي أملاً كبيراً فأنا حتي الآن وبرغم وصول عمري الثلاثين عاماً لا استطيع امتلاك شقة أو الزواج وانتظر مشروع الهضبة الغربية بفارغ الصبر وأجمع كل قرش منتظراً التجمعات السكنية الجديدة منذ خمس سنوات والتي ستنطلق بمشروع الهضبة الغربية. وأرفض أن استأجر شقة وصل سعر إيجارها 800 جنيه في أقل الأحياء شعبية بينما وصل سعر إيجار الشقة في الأحياء الراقية إلي أكثر من ألفي جنيه شهرياً. ويضيف محمد سيد من الأهالي أقل سعر لشقة بمحافظة أسيوط يصل إلي 400 ألف جنيه وذلك في الأحياء الشعبية وتزداد الأزمة سوءاً كل يوم بارتفاع أسعار الأرض. والشقق والحكومة لا تواجه الظاهرة التي يتولاها مافيا كبيرة تتعمد افقار المواطن الأسيوطي والمحافظة التي تعاني من فقر مدقع. قال الدكتور عصام محروس الأستاذ بكلية الهندسة: إن ارتفاع أسعار الأراضي بأسيوط سببه عدم توافر مساحات للبناء فلا يبقي من سبيل سوي شراء المباني القديمة وهدمها وبناء أبراج عليها مما يكلف المستثمر الكثير من الأموال لأن صاحب المنزل العقار يطلب مبالغ باهظة علاوة علي ما يطلبه المستأجر القديم نظير الإخلاء وهذا يعود بالضرر علي المستثمر الذي يرغب في تعويض ما دفعه من ملايين الجنيهات التي استثمرها. وأضاف محروس إننا نرحب بأي تنمية في الصحراء للتوسعة وعلي الدولة وضع حلول لتعمير الصحاري وتسهيل السكن فيها.