قرر مركز كارتر للديمقراطية الخميس الماضي غلق مكتبة بالقاهرة» بدعوي التضييق علي أنشطة المجتمع المدني والأحزاب السياسية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية.. الخارجية المصرية ردّت ببيان قالت فيه إن ذلك الأمر يتناقض مع ما تم إخطار الوزارة به في كتاب رسمي من المدير الإقليمي للمركز بتاريخ 31 أغسطس الماضي. يشكر فيه السلطات المصرية علي تعاونها مع المركز. وتسهيل مهمته في متابعة خمسة استحقاقات دستورية منذ ثورة يناير 2011. ويؤكد أن قرار الغلق جاء لاعتبارات لوجيستية بحتة. أكدت الخارجية ان ذلك تناقض يعكس حالة ازدواجية وأن مبررات غلق مركز كارتر تتضمن استنتاجات خاطئة وتقييماً غير موضوعي. كما أن تشكيك المركز في إمكانيات السماح له أو لغيره من المنظمات الدولية والاقليمية بمتابعة الانتخابات البرلمانية التي لم تبدأ يُعد استباقاً للأحداث ليس له ما يبرره في ظل المتابعة غير المسبوقة للانتخابات الرئاسية الأخيرة للرئاسة من جانب المنظمات الأجنبية والمحلية!! أما النيويورك تايمز- فقد نشرت في افتتاحيتها بتاريخ 4 أكتوبر رأياً كتبه مجلس تحريرها. يدعو لضرورة ربط المساعدات الأمريكية لمصر بالتقدم في المسار الديمقراطي.. وخطورة هذا الرأي أنه يعبر عن توجه الصحيفة الأولي في أمريكا والأكثر تأثيراً في شتي الدوائر هناك بدءاً من المواطن البسيط وحتي صانع القرار في البيت الأبيض وهو ما يعني أن الصحيفة لا تزال تعيش حالة إنكار للواقع.. وفي أغسطس الماضي نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش. ومقرها نيويورك تقريراً مغلوطاً عن فض اعتصام رابعة!! المواقف الثلاثة علي اختلاف سياقاتها تكاد دوافعها تكون واحدة» وهي تشويه سمعة مصر دولياً. وابتزازها بورقة حقوق الانسان والديمقراطية التي أجادت أمريكا توظيفها سياسياً» تارة باستخدام صحيفة وتارة باستخدام مركز مراقبة انتخابات. أو تقارير منظمات حقوق الانسان. أو حتي تنظيمات الإرهاب!! لم تفكر المؤسسات الثلاثة بما لها من تأثير وما تدعيه من احترام للحريات والحقوق في إدانة تسونامي الارهاب الذي يجتاح مصر والمنطقة برعاية أمريكية. لم يسأل كارتر نفسه كيف يشيد بانتخابات الرئاسة ثم يشكك في مصداقية انتخابات برلمانية لم تبدأ بعد.. وكيف يمكننا أن نفترض البراءة فيما فعله ولقاءاته لم تنقطع بأعضاد التنظيم الدولي للإخوان ومكتب الارشاد في مصر وهو ما يمثل تحدياً لارادة 30 يونيو. وتدخلاً مرفوضاً في شئوننا.. وليس مستغرباً والحال هذه أن يدعو مركز كارتر- في بيان له- إلي إنهاء قمع المعارضين بما في ذلك جماعة الاخوان.. وهذا بيت القصيد.. الترويج لنهج أمريكا ومخططها المشبوه المرتبط بمشروع الاخوان للسيطرة علي مصر وتقسيمها وهو ما رفضته ملايين الشعب المصري في 30 يونيو!!