قضية العدد.. من الجرائم الانسانية التي يفتقد فيها "الجاني" كل مشاعر الرحمة يرتكب جريمته وهو في حالة انعدام الوعي.. لانه يحاول إخفاء جريمة ارتكبها في لحظة طيش غلبه فيها الشيطان.. بجريمة أكبر تتحول إلي جريمة مركبة. "المجني عليها" في هذه الحادثة لقيت حتفها فور خروجها إلي هذا العالم الذي يتسم فيه الانسان بالانسانية والقسوة.. رفض الاعتراف بنسبها إليه لانها جاءت سفاحاً أو نتيجة خطأ علاقة آثمة لا يستطيع تصحيحه أو الاعتراف بجريمته أمام المجتمع.. فيسعي إلي الهروب من فعلته واخفاء جريمته الأولي بجريمة أكبر وهي قتل ثمرة الخطيئة. إنها الجريمة المركبة التي تتسم بالقسوة وعدم الانسانية هذا بخلاف الانانية التي تتسلط علي "الجاني" فلا يري فيها إلا نفسه فقط لا يبالي بشيء آخر ولا يعترف بقيم أخري. بدأت فصول هذه الجريمة تنكشف عندما كان عامل النظافة يقوم بعمله في جمع القمامة بأحد شوارع حي أول بالاسماعيلية حيث عثر علي جثة طفلة حديثة الولادة بمقلب القمامة فاسرع بإخطار مأمور قسم أول بالواقعة. دلت مناظرة النيابة أن الجثة لطفلة حديثة الولادة لم يتعد عمرها الأيام الأولي لولادتها.. والحبل الصري لها غير مربوط مما يرجح أن يكون سبباً للوفاه.. وأمرت النيابة بنقل جثة الطفلة إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاه وساعة حدوتها.. والتصريح بدفن الجثة بعد الكشف الطبي.. وإعداد تقرير وتسليمه للنيابة. كما كلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف حدوثها وسرعة التحري عن "الجاني" وضبطه وإحضاره أمام النيابة للتحقيق وتقديمه للعدالة للقصاص.. أيضاً طلبت الاستماع لاقوال "عامل النظافة" المبلغ عن الواقعة مكتشف الجثة.. بالاضافة لسماع أقوال أهالي المنطقة لمحاولة التوصل إلي هوية "الجاني" من خلال مشاهدات الاهالي. أعد مدير مباحث الاسماعيلية فريق بحث بقيادة رئيس مباحث قسم أول ورجحت معلوماته الاولية أن "الجاني" في هذه الجريمة هو فتاة سلمت جسدها لحبيب القلب في لحظة ضعف فالتهم أنوثتها أو أمرأة سلمت نفسها للشيطان فقادها إلي طريق الحرام وعندما حملت طفل الخطيئة خشيت انفضاح أمرها فقررت التخلص من ثمرة السفاح فقتلت طفلتها وألقت جثتها بمقلب القمامة تحت جنح الظلام. راح فريق البحث يفحص المستشفيات العامة والخاصة والمترددات علي أقسام أمراض النساء والتوليد بها.. بالاضافة للعيادات والمراكز الخاصة.. أيضا فحص المترددات علي "الدايات" والمترددات علي أطباء وطبيبات النساء وأقسام متابعة الحمل بالمستشفيات لمعرفة مصير حملهن خاصة من وضعن حملهن في الاسبوع الأخير قبل العثور علي جثة الطفلة. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال مباحث الاسماعيلية جهوداً مضنية وحثيثة لكشف غموض الجريمة بفحص التحريات والمعلومات التي توافرت بين أيديهم وأيضاً دراسة وفحص كافة الاحتمالات.. لكن أي من هذا لم يقدهم إلي خيوط دقيقة تكشف عن هوية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!!