* سيدتي أكتب لك خطابي الأخير حيث إنني أرسلت لك أكثر من خمس رسائل.. وأملي أن يجد خطابي هذا قبولاً لنشره لعل ردكم يخفف عليّ بعض الآلام التي اكتوي بها. أنا رجل في بداية العقد السابع من حياتي والحمد لله كلها شقاء.. فقد نزلت لسوق العمل في سن الثالثة عشرة ومعها بدأت حياتي الدراسية حتي حصلت علي مؤهل عال.. ولا أستطيع أن أكتب مدي معاناتي من العمل والدراسة خاصة بعد وفاة والدي ومرض والدتي.. أما مشكلتي الحقيقية فهي زوجتي المنتقبة تلك التي لم تراع دينها فهجرتني في الفراش علي عكس الطبيعة.. وهذا منذ حوالي سبع سنوات وقد حاولت معها بكل الطرق لمصالحتها وقبَّلت رأسها أمام بناتنا ولكنها لم تقبل اعتذاري حتي انني عندما قلت لها: إن الله يسامح.. قالت: أنا لا أسامح.. ومنذ تلك اللحظة وأنا لا أطيق سماع صوتها.. قد تتساءلين ما السبب في هذا الغضب.. السبب يا سيدتي أنني لم أؤمن مستقبل البنات ولم أقم ببناء بيت لبناتي ومازلت أسكن بالإيجار.. بالرغم من أنني لا أوفر جهدي فأنا أعمل في وظيفة أخري بجانب عملي لتحسين دخلي.. اعطيها كل ما أجلبه من مال ولست ممن يجلسون علي المقهي أو يذهب للأصدقاء ولا آخذ إلا البسيط كمصروف لمواصلاتي والقليل من النفقات لمشروب في العمل.. كما أنني أراعي الله فيها.. لا أخجل من مساعدتها في شئون البيت حسب قدراتي.. حاولت أن أجعل أهلها أو أهلي يتدخلون ولكنها رفضت.. ومنذ عامين أخبرتني أنها لم تعد تحتاجني مادياً فقد زاد مرتبها الضعف ولم تعد تريد مني أي شيء هذا علي الرغم من أنها تحمل مؤهلاً متوسطاً.. بل قالت إنها سألت الشيخ الذي قال لها إنها علي صواب.. فماذا قالت للشيخ كي يقول لها أنت علي حق؟ هل قالت إنني لا أنفق عليها.. وهل يحق للشيخ فتوي تحرِّم الرجل علي زوجته. لم ترحمني زوجتي علي الرغم من انني قمت بتجهيز ابنتي حتي تزوجت وذهبت لبيت زوجها والثانية تخرجت في كلية مرموقة.. والحمد لله هذا من فضل ربي عليّ ولم تدفع جنيهاً واحداً.. أقوم بدفع الكهرباء والماء والتليفونات. أعلم أن الإنسان معرض للمرض وقد لا يقرب زوجته ولكنني سليم معافي.. السيدة زوجتي المنتقبة اغترت بما حصلت عليه من مال رغم أن راتبها 640 جنيهاً إلا أنها تعرف كيف تدخر.. كم تمنيت زوجة محترمة ترعي الله.. لكنها نشأت علي الحرمان فكانت النتيجة هذا الكبرياء والغرور وقد عرفت بعد زواجي بها للأسف أن والدتها فعلت هذا بأبيها ولمدة خمسة عشر عاماً وهو شبه محبوس بالطابق الثاني حتي توفي.. حقيقة صدق رسول الله تخيروا لنطفكم.. وعرفت نتيجة اختياري بعد فوات الأوان.. شيء آخر هل من الممكن أن توجهي خطابك للمشايخ الذين يفتون بفتوي تحريم الزوجات علي رجالهم. برجاء دعمي أنت وقراء بابكم المحترم وإبداء رأيكم في مشكلتي لعل حروفكم تريحني نفسياً وتخفف آلامي مما فعلته المنتقبة وفتوي الشيخ التي دمرت بيتنا. ج.ع الغربية ** عزيزي: الزواج رباط مقدس قد يكون أبدياً وقد لا يكون.. هذا يتوقف علي حسب طبيعة الشراكة بين الزوجين هل تستحق أن يكملا حياتهما معاً أم لا.. قد يختفي بند من بنود السعادة وتكتمل الرحلة ولكن هناك بنوداً لا يمكن ألا تكون موجودة منها الاحترام والتقدير والأمانة.. أما الحب فهو من البنود النسبية قد يزيد أو ينقص.. قد تكون العشرة ومالها من واجبات وحقوق.. ولكن أن يعيش الرجل مهاناً أو يعامل معاملة العبيد والرقيق فهذا ما كان يستوجب الوقوف. زوجتك سيدة لها تاريخ أسري معقد وغير سوي فالأم كانت غير بارة بزوجها.. قامت بمعاملته كعبد أو سجين أو عفواً ككلب موجود للحراسة فقط وليس له أي دور آخر.. وهذا نقل لنفسية زوجتك التي طبقت ما رأته من أمها عليك.. لك القوامة بما أنفقت وهذا ما قاله ربك.. ولك الولاية عليها وعلي أولادك.. إذن ما الذي دعاك للاستمرار؟ "لا تقل البنات".. فأفضل للبنات أن تعيش مع أب وأم منفصلين علي ألا تكون الأم كالجدة وتنتقل لبناتك تلك العدوي ويتحولن لنمرات غير مهذبات.. سبق وقلت إن العيوب الخلقية بضم الخاء فيها ما لا يقوم بسهولة ومنها ما يحتاج تدخل الطب النفسي أو الصحة النفسية.. ولكن الاستمرار فيها يعني أنك نفسك تعاني مرضاً نفسياً أن تحب تعذيبها لك أو تأخذه مادة للشكوي لتنال تعاطف من حولك. لا تغضب من تحليلي ولكن انت من ينفق وأنت من يعمل فلماذا لم تؤدب زوجتك وقد أعطاك الله هذا الحق.. حتي عندما رغبت في حكم من أهلها وأهلك رفضت هي وكأن الأمر يعنيها هي.. وكأنك لست المتضرر.. فقبلت والتزمت الصمت بل وقمت بالاعتذار وطلب السماح!! الأمر أصبح معقداً فلا تلقي به علي الشيخ الذي حرمها عليك أو وافقها علي ذلك.. فأنت لم تسمع الشيخ.. ومن لم ترع حق الله في زوجها وحرمته لسبع سنوات.. لا تستبعد عنها الكذب. ولكنك من نوعية الرجال الذين يحبون كذب النساء ويستمتعون به وهذا ما أقوله بناء علي ما كتبته. أمامك أحد أمرين أولاً أن تقول لها بأنك عازم علي الزواج بسيدة تعرف قدر الزوج وتحترمه وتقدره فعلاً لا قولاً.. وأؤكد.. فعلاً.. لأن يا عزيزي هناك بشر أفعالهم شيء وكلماتهم شيء آخر.. بأنك ستبقي عليها لرعاية البنات وبما أنها أعلنت الاستقلال المادي فليكن.. تزوج مادمت بصحة وعافية وتحتاج زوجة.. أو أن تجمع حكماً من أهلها وأهلك وتتباحثا هذا الأمر وتحتكما لدار الافتاء ولتعلم أن هذا الطريق قد يكون نتيجة الطلاق لأنها تعلم أنها علي باطل لكنه الشيطان.. خالفت الشرع وهي علي يقين بل قالت بشكل قاطع لن تسامح كما يسامح من خلقنا. زوجتك ليست طبيعية وخارج السيطرة وأنت ضعيف لم تستخدم حقك لتقويم اعوجاجها.. ولكن احذر فلك بنات.. وكم أخشي أن ترثا جدتهما وأمهما في تكفير وهجر وقتل العشير معتمدات علي رجال متسامحين أكثر من اللازم أو ضعيفة. يبقي أن أخبرك أن هذه الرسالة هي رسالتك الأولي لنا ووصلتنا عن طريق الزميلة المحترمة ميرفت مسعد مشرفة باب "وتستمر الحياة".. أي أنك كنت ترسل بيانات الرسالة أو العنوان بالخطأ.. ونحن لا نهمل رسائل القراء.. لك تحياتي.