قرأت رسالة حافة الانهيار, ووجدتي أبكي بشدة فمشكلتي تشبه مشكلة كاتبتها إلي حد كبير وهي الزواج من رجل لم أقتنع به يوما وعشت معه مجبرة عشر سنوات كاملة من أجل أطفالي, وأقول لها: أتعرفين ماهو الخطأ الذي وقعت فيه؟.. إنه الاستمرار في هذه الزيجة التي ثبت فشلها.. وأنت وزوجك وأهلك ومعارفك مسئولون عنه.. أعرف أنهم نصحوك كما فعل معي أهلي وقالوا لك تهدمي بيتك وتخربيه.. مع انه بيت خرب من الأصل, ليس له أساس من الحب والتفاهم, ومعرض للهدم في أي لحظة.. بيت من زجاج قد تحطمه أي مشكلة ولو بسيطة,, وهكذا كل البيوت غير القائمة علي أسس متينة وراسخة, فكوني قوية وواجهي نفسك والعالم كله.. أطلبي الطلاق واحتضني أطفالك ولا تخافي, فخير لهم أن يعيشوا مع أم سوية سعيدة بدلا من أن يعيشوا في أسرة تعيسة, واسألي في ذلك الحكماء والأطباء النفسيين وخبراء التربية,, وفي الوقت الذي يقول فيه الله تعالي: لا إكراه في الدين نقول نحن للأزواج التعساء: هناك إكراه في الزواج من أجل الأطفال, وحرمنا ما أحله الله من تعجيل الفراق الذي لا تشتهيه النفس, ونسينا قوله عز وجل: وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته أي وعدهم الله بالغني.. وعندما حرمنا ما أحل الله من الطلاق وقع الناس في المحظور فخان الرجل زوجته التي يتمني فراقها ويعيش معها فقط في تمثيلية زواجية من أجل الأطفال ونظرة المجتمع السيئة للمطلق والمطلقة وتطلع المرأة إلي غير زوجها. هناك كثيرون من الأزواج البائسين والزوجات البائسات يسألون المشايخ ليفتوهم بالطلاق ويسألون الأهل والأصدقاء ومن حولهم: ماذا يفعلون؟. والاجابة واحدة: لا تهدم أو تهدمي البيت الذي هو خراب من الأساس. إنني عشت تجربة مماثلة واتخذت قراري بالطلاق بعدما استخرت ربي, وشاورت أهلي فيما أتعرض له من بؤس وحزن وشقاء مع زوجي حتي أن الأمراض حاصرتني وأنا في سن صغيرة ثم أقنعتهما بوجهة نظري برغم تحفظهم الشديد علي النطق بالموافقة. فالطلاق الآن أهون من العذاب إلي ما لا نهاية. {{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: النصيحة بالبحث عن حل لمشكلة أي زوجين مطلوبة قبل الشروع في الطلاق, وذلك بنص القرآن الكريم, حيث يقول الحق تبارك وتعالي: وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله, وحكما من أهلها, إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما, وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته أي أن محاولة رأب الصدع الذي أصاب العلاقة بين الزوجين مقدمة علي التفريق بينهما, ولذلك أباح الله الطلاق ثم العودة مرتين قبل الانفصال النهائي.. وإذا كان الأهل والأصدقاء ينصحون الزوجين بمراجعة نفسيهما مرات ومرات, فهذا هو الواجب والأساس وفقا للشرع, أما إذا تأكد لأي منهما أنه لن يستطيع إكمال الحياة مع الآخر.. فيصبح الطلاق هو الحل الوحيد درءا لمشكلات أكبر وتداعيات أكثر خطورة.