يبدو أننا سنكون مضطرين من الآن وإلي أن يشاء الله للدفاع عن ثورة 25 يناير التي اتهمها فريد الديب المحامي ومن سار وسيسير علي دربه بأنها مؤامرة أمريكية علي مصر وعلي مبارك شخصياً. والرد الذي أقدمه اليوم جاء من أمريكا ذاتها ليجيب عن سؤالين مهمين: هل يمكن أن تتآمر أمريكا علي مبارك أم تتآمر مع مبارك؟!.. ولماذا تتآمر أمريكا علي مبارك الكنز الاستراتيجي؟! فبعد أن أسقطت الثورة نظام مبارك في 11 فبراير 2011 كان من الطبيعي أن تنكشف سوءات هذا النظام من خلال العديد من الكتب التي تتحدث عن أسراره وتحالفاته ومؤامراته علي مدي الثلاثين عاماً التي كان فيها قابعاً علي صدور المصريين.. ومن المفارقات أن معظم هذه الكتب صدرت في أمريكا الحليف الاستراتيجي لمبارك. وكتاب "تعطيل الديمقراطية : مخططات التحالف الأمريكي المصري" ينتمي لهذه النوعية من الكتب الكاشفة لمبارك ونظامه والتورط الأمريكي في مخططاته.. وهو من تأليف البروفيسور جاسون براونلي الأستاذ بجامعة تكساس الأمريكية الذي قام بالعديد من الزيارات لمصر وأجري العديد من الأبحاث فيها علي مدي17 عاما.. ومن أشهر مؤلفاته كتاب "سلطاوية في عصر الديمقراطية الصادر عن جامعة كامبريدج عام .2007 صدر كتاب "تعطيل الديمقراطية عام 2012" عن جامعة كامبريدج بنيويورك ويقع في 279 صفحة من القطع المتوسط ويضم خمسة فصول.. بالاضافة إلي المقدمة والخاتمة. يقدم المؤلف عرضاً وافيا للتحالف الأمريكي مع نظام مبارك.. أهدافه وأسراره ونتائجه.. ويوضح ان السياسة الخارجية الأمريكية ساعدت علي توطيد العلاقات بين واشنطنوالقاهرة وعملت دائما علي إعاقة التحول الديمقراطي انطلاقاً من قناعة المسئولين الأمريكيين بأن الأهداف الجيوسياسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط تتطلب حكومات مستبدة تستطيع تبني سياسات تتعارض مع الرأي العام المحلي.. وهو ما يتنافي مع المفهوم الشائع بأن الولاياتالمتحدة تعمل علي نشر الديمقراطية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ينقل المؤلف جاسون براونلي عن وليام كوانت العضو السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس كارتر قوله "ان قصة السياسة الأمريكية تجاه مصر تكشف بوضوح مدي غلظة المصالح الاستراتيجية الأمريكية التي تتنافي بشكل فادح مع الأهداف المثالية الخاصة بتعزيز الديمقراطية. .. وقد أثبتت الأحداث انه منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية وحتي اليوم كانت المصالح الاستراتيجية الأمريكية هي جوهر العلاقات بين أمريكا ومصر. وعلي مدي أيام الثورة في يناير وفبراير 2011 لم يقدم البيت الأبيض الدعم الواجب للإرادة الشعبية الصاعدة في القاهرة.. وبدلا من ذلك قدم التأييد والدعم لانتقال منظم للسلطة لواحد من رجال مبارك المخلصين هو اللواء عمر سليمان صديق الأمريكيين الذي تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية.. لكن المتظاهرين رفضوا هذه الخطة وقاموا بإحباطها.. ومع ذلك بقي التحالف المصري الأمريكي المضاد للديمقراطية قائما. وأكمل غدا إن شاء الله