يقول د. عبدالحميد أباظة استشاري الجهاز الهضمي والكبد إن الجهاز الهضمي يعمل أساساً استجابة لوجود الغذاء فعندما يوجد الطعام ينشط إفراز العصارة الهاضمة وتنشط حركة المعدة.. أما في حالة الصيام فيقل نشاط الجهاز الهضمي ويستريح وتقل إفرازاته وانقباضاته الفعلية باستثناء المعدة فهي تنقبض انقباضات قوية عند انخفاض منسوب الجلوكوز في الدم وتساعد هذه الانقباضات علي الشعور بالجوع لكن هذه الانقباضات تقل مع طول فترة الصيام ولهذا يضعف الإحساس بالجوع في نهاية رمضان عكس الأيام الأولي منه. أوضح أن للكبد وظائف كثيرة فهو المصنع الكيميائي للجسم وفرن الاحتراق ومخزن للمواد المهمة ومرشح للسموم ومنظم لمنسوب الجلوكوز.. وفي الصيام يقوم الكبد بتخفيف التغيرات التي قد تحدث نتيجة الصيام وعلي هذا يستمر منسوب السكر ثابتاً في الدم رغم الصيام ولذلك فالصيام لمدة تقل عن 24 ساعة ليس له أضرار علي الكبد لأن الكبد يقوم بتخزين المواد اللازمة لمد الجسم بالطاقة استعداداً وتحسباً للصيام. مرضي الكبد ثلاثة أنواع: مريض التهاب الكبد الحاد "الصفراء" وهذا المريض لا يستطيع الصيام ويسمح له بالرخصة التي رخصها الله له لأنه يعاني من حمي وقيء وهبوط عام وضعف ويحتاج لتغذية مستمرة وجيدة طوال فترات النهار.. مريض الالتهاب الكبدي المزمن وهو الذي مر علي إصابته بالفيروس حوالي ستة أشهر ومازالت وظائف كبده عالية نتيجة الإصابة بفيروس "سي أو بي" يمكن لهذا المريض أن يصوم بشرط مراعاة العلاج والتغذية السليمة ويبتعد عن الدهون والموالح والمخللات والحلوي الدسمة. أما مريض التليف بمضاعفاته فلا يستطيع الصيام لأن وجود تليف يرهق المريض ويضعفه وبالتالي يحتاج إلي سكريات بكثرة لمنع الغيبوبة الكبدية وكذلك العلاج المستمر منعاً لحدوث نزيف الدوالي ويكون المريض في حاجة مستمرة للعلاج.