18 سنة تمر اليوم علي رحيل رائد الواقعية في السينما المصرية.. المخرج الكبير "صلاح أبو سيف" الذي رحل عن دنيانا في 22 يونيه عام 1996 بعد حياة فنية امتدت إلي 50 سنة قدم خلالها 40 فيلماً أكد فيها أستاذيته للأفلام الواقعية في مصر والتي تعتبر بمثابة العمود الفقري لهذا الاتجاه ونستطيع عن طريقها دراسة أهم الموضوعات والأساليب والحلول الفنية التي يلجأ إليها الفيلم الواقعي في مصر للقضايا التي يواجهها ويتصدي لها.. ولذلك وكما قالت الناقدة الألمانية أريكاريشتر تمكن أبو سيف من مواجهة الأفلام اللا واقعية التي تنتجها "هوليوود الشرق" بأفلام ذات مضمون شعبي وإنساني اشتراكي.. وأصبح بذلك سنداً ومحرضاً وممهداً للسينما المصرية بعد "كمال سليم".. كذلك استطاع أن يدخل الفيلم المصري في نطاق تاريخ الفن السينمائي العالمي.. ولقد عرضت أفلامه في مهرجانات: كان. البندقية. موسكو. كارلو فيفاري. برلين.. وغيرها.. ونال عنها جوائز وأوسمة كثيرة يصعب حصرها في الداخل والخارج. إلي جانب الإخراج اشترك أبو سيف في كتابة السيناريو لجميع أفلامه.. فهو يعتبر كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم.. فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد واخراج سيئ.. ولكن العكس غير ممكن.. لذا فهو يشارك في كتابة السيناريو لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقاً مع لغته السينمائية. الجدير بالذكر أن المخرج الكبير بدأ حياته بالعمل في المونتاج باستديو مصر ثم أصبح رئيساً لقسم المونتاج لمدة عشر سنوات وتتلمذ علي يديه الكثيرون.. كما التقي في هذا الأستديو بزوجته فيما بعد "رفيقة أبو جبل".. وعين رئيساً لأول شركة سينمائية قطاع عام تحمل اسم "فيلمنتاج".. وذلك في الفترة من 61 إلي 1965 من القرن الماضي.