يمكن القول إن اتحاد كرة القدم سيبقي اتحاد الغرائب والمتناقضات ما بين إنجاز.. واخفاق.. وإيجابيات وسلبيات.. فمنذ قدوم المجلس الحالي برئاسة جمال علام.. نجد أنه استطاع أن يقود التحكيم المصري إلي نهضة حقيقية علي مدار الموسمين الماضي والحالي نتيجة للجهود الكبيرة التي يبذلها عصام عبدالفتاح عضو مجلس إدارة الاتحاد ورئيس اللجنة العليا للحكام وأحد رموز التحكيم المصري.. فالرجل ورث تركة خربة فنيا وإدارياً ديون الحكام وصلت قيمتها 5 ملايين جنيه ومستوي متردي للتحكيم ساهم في وقوع كارثة مذبحة مباراة بورسعيد وأعضاءه قائمة الحكام الدوليين يرسبون في اختبارات كوبر.. ولكن عصام عبدالفتاح بخبراته المتراكمة تمكن ببراعة وبتخطيط علمي مدعم برؤية شاملة نجح في انتشال التحكيم المصري من الغرق ووضعه علي الطريق الصحيح بتوسيع القاعدة والاعتماد علي مجموعة من شباب الحكام الموهوب حتي أصبح لدينا جيل جديد يضم 40 حكم صفارة وحكم مساعد دفعة واحدة نجحوا بمهارة عالية في إدارة أصعب المباريات كان أطرافها قطبا الكرة المصرية وصحيح أنهم استفادوا من عدم وجود جماهير وهو ما جعلهم يؤدون بعيدا عن أي ضغوط يمكن أن تؤثر علي قراراتهم ولكن الثقة الكبيرة التي منحها لهم عصام عبدالفتاح وفي موهبتهم وإعدادهم بشكل جيد كسر الحاجز النفسي لدي هؤلاء الحكام الصاعدين وهم يديرون مباريات أهل القمة في الدوري الممتاز ولذلك فإن هذا الكم الهائل من الحكام يمثل انجازاً تاريخياً للعبة.. وكانت محصلته أن الاتحاد الأفريقي اختار "4" حكام مصريين صاعدين للانضمام في دورة صقل الحكام الدوليين الموهوبين وذلك لأول مرة منذ سنوات طويلة.. ومن بينهم الحكم الموهوب محمد معروف 27 سنة ولنا أن نتصور أنه أصبح لدينا حكام دوليين شباب في العشرينيات من عمرهم وهو تطور جديد في سياسة التحكيم التي أرسي قواعدها عصام عبدالفتاح لتواكب دول العالم المتقدمة في فنون الساحرة المستديرة وتمكن الرجل بدعم الاتحاد من سداد المستحقات المتأخرة الملايين ال 5 للحكام بالإضافة ل 4 ملايين حصل عليها لحكام هذا الموسم ولم تتوقف سياسة التطوير عند هذا الحد فدورات الصقل لرفع كفاءات الحكام لا تتوقف ولإعادة روح التعاون وتواصل الأجيال وتبادل الخبرات حرص عصام علي تكريم رموز التحكيم في لمسة وفاء أشاد بها الشارع الكروي لينقذ الرجل بهذه السياسات الحكيمة للتحكيم من الانهيار ويقوده لنهضة شاملة جعلته بإجماع الخبراء النجم الأول لهذا الموسم.. واستكمالا لخطط التطوير بعد الاطمئنان علي حكام الدوري الممتاز واجهة اللعبة فإن المرحلة القادمة سوف تشهد اهتمام ورعاية ورقابة وبرامج إعداد للحكام في دوريات قطاع الناشئين من أجل تصحيح أخطائهم مبكرا بما يضمن تطوير مسواهم وتأهيلهم لإدارة مباريات الدرجة الأولي.. فكل الامنيات الطيبة لعصام عبدالفتاح ولحكامنا بمزيد من النجاحات والتوفيق. وإذا كان التحكيم في الجبلاية يعيش طفرة رائعة فإننا نجد أن من المتناقضات أن نادر رشاد المدير الفني لمنتخب كرة القدم الخماسية يمثل توليه لهذا المنصب علامة استفهام لأن هذا المدرب لم يلعب في الدوري الممتاز ولا يحمل شهادات تدريبية ولا خبرات تؤهله لقيادة منتخب الخماسية لتحقيق الانجازات المرجوة. ومن المتناقضات الأخري قيام عضو مجلس الجبلاية بتعيين أحد أقاربه بمرتب يفوق العاملين القدامي مما أصابهم بحالة من الاستياء والاحباط معا أمام هذه المجاملة الفجة والتي تمت علي طريقة "شيلني وأشيلك" مثل متناقضات كثيرة تسود أروقة الجبلاية وتلعب فيها المحسوبية والمجاملات دور البطولة في أحيان كثيرة.