حادثة اختطاف التنظيم النيجري "بوكو حرام" مائتي فتاة نيجيرية أعادت تسليط الضوء علي أعمال الجماعات السلفية الإسلامية في مناطق من العالم. معني اسم بوكو حرام هو: التعليم الغربي حرام. والمنظمة التي أطلقت علي نفسها هذا الاسم اختارت لعضويتها جماعات من الشباب السلفي المتشدد. يرون ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية داخل بلادهم وخارجها. تأسست في يناير 2002. أي أنه مضي علي تأسيسها 12 عاما. مارست خلالها أنشطة مسلحة لفرض قناعاتها علي المجتمع النيجيري. بما يذكرنا بمحاولات سلفيي بن لادن تطبيق الشريعة علي بقية الأقطار الإسلامية. فضلا عن امتدادها إلي دول الغرب. باعتبار عداوتها للإسلام. إذا انتهت عملية بوكو حرام بالإفراج عن الفتيات النيجيريات. وهو ما نأمله. أو بمصير آخر فقد تحقق الهدف في الحالتين. وهو الإساءة إلي الإسلام. وتقديمه إلي العالم كدين معاد لكل القيم الإنسانية. والإسلام - بالطبع - ليس كذلك. مبادرة الرئيس الفرنسي هولاند بمحاولة إنقاذ الفتيات النيجيريات. فضلا عن إدانة جريمة بوكو حرام. مبعثها - في تقديري - إساءات يحركها الجهل والتعصب الأعمي لفرض أفكار منسوبة إلي الإسلام. ففي موازاة العداء المعلن من الغرب ضد الإسلام. وهو عداء ليس وليد اللحظة ولا مصادفة. وإنما تمتد جذوره إلي ما قبل الحروب الصليبية. فإن الحركات الإسلامية المتطرفة قد أثرت سلبا علي صورة الإسلام في العالم. ولعلها عمقت ظاهرة الإسلاموفوبيا التي أزعم أنها اختراع بامتياز. مصدره التطرف المسيحي في الغرب. بدأ المواطن الأمريكي أو الأوروبي المسيحي ينظر إلي جاره المسلم نظرة توجس. وربما نظرة عداء. عمقتها الميديا الصهيونية. حتي اعتبر مجرد اعتناق الديانة الإسلامية سببا كافيا للراديكالية والعنف. المرء - بطبيعته - لابد أن يكون معاديا لفكرة ما. وقد بذلت الصهيونية العالمية - ممثلة في الكثير من الهيئات والمؤسسات المناصرة لإسرائيل - نشاطا محموما كي تجعل الإسلام في بؤرة النظرة العدائية من مواطني الغرب. لأسباب دينية. أو سياسية. أو لمجرد تخويفه من فكرة الإرهاب التي تلصقها بالأفراد المسلمين والجماعات الإسلامية. وللأسف. فإن بعض الجماعات المحسوبة علي الإسلام - والمثل بوكو حرام - تؤدي دورا سلبيا. بل مشبوها في تصوير الإسلام علي أنه السيف والحرب والقهر والقتل. والتحاور بالعنف. وإذا كانت القاعدة. وما تمخض عنها من عمليات في الشرق والغرب قد لامست العزة الدينية والوطنية بين شعوب العالم الإسلامي. فإن الغرب قد أحسن استغلال تلك العمليات في بسط نفوذه بصورة مفزعة. والمثل ليس مقصورا علي نيجيريا. ثمة أمثلة قائمة في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها من دول العالم.