ثمة من يري أن ظاهرة الخوف من الإسلام في الغرب. الإسلامو فوبيا. تجد بدايتها عند قيام الثورة الإيرانية في 1978. كلمات الخوميني وقيادات الثورة التي مزجت بين الدين والسياسة. وهو كان غائباً منذ أسقط أتاتورك دولة الخلافة. وثمة من يرجع بداية التنبه إلي عنف الإسلام في قتوي الإمام الخوميني بإباحة دم سلمان رشدي. مؤلف الآيات الشيطانية. وبعض الآراء يجد في حادثة مركز التجارة العالمي بنيويورك. بداية فعلية للإسلام "الإرهابي" ولعلنا نذكر كتاب الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون. الذي أصدره عقب إجباره علي الاستقالة من منصبه: إن الإسلام هو الايديولوجية التي ستحل بدلاً من الشيوعية في تحوله إلي تهديد وجوده للمسيحية الغربية. المرء بطبيعته لابد أن يكون معادياً لفكرة ما. وقد بذلت الصهيونية العالمية ممثلة في الكثير من الهيئات والمؤسسات المناصرة لإسرائيل نشاطاً محموماً كي تجعل الإسلام في بؤرة النظرة العدائية من مواطني الغرب. إن لم يكن لأسباب دينية أو سياسية. أو لمجرد تخويفه من فكرة الإرهاب التي تلصقها بالأفراد المسلمين والجماعات الإسلامية. ذلك ما دفع الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون إلي إعلان دعوته الغريبة . باستبدال العداء للإسلام بالعداء للشيوعية. تلاشي الاتحاد السوفيتي بأيديولوجيته الماركسية. واقترح نيكسون أن يكون الإسلام هو البديل في الغرب. أي أنه هو العدو المحتمل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. انطلاقاً من هذا المعني. فإنه يجدر بنا التنبه إلي السلبيات التي تؤثر علي صورة الإسلام في العالم. فبالإضافة إلي العداء المعلن من الغرب ضد الإسلام. وهو عداء ليس وليد اللحظة ولا مصادفة. وإنما تمتد جذوره إلي ما قبل الحروب الصليبية. فإن الحركات الإسلامية المتطرفة قد أثرت سلباً علي صورة الإسلام في العالم. ولعلها عمقت ظاهرة الإسلامو فوبيا التي أزعم أنها اختراع بامتيار. مصدره التطرف المسيحي في الغرب. بدأ المواطن الأمريكي المسيحي ينظر إلي جاره الأمريكي المسلم نظرة توجس. وربما نظرة عداء. عمقتها الممارسات السلبية للمباحث الفيدرالية الأمريكية. اعتبرت كل أمريكي مسلم مداناًًًًًًًًًًًًً حتي تثبت براءته. وأجرت تحقيقات واعتقلت. وصادرت. واعتبرت مجرد اعتناق الديانة الإسلامية سبباً كافياً للراديكالية والعنف. وحين أجرت مراكز الأبحاث استطلاعات بين المواطنين الأمريكيين. ترتيباً علي التحرك السلبي للمباحث الفيدرالية. والقيادات السياسية. ومؤسسات التعليم. بل والمؤسسات الدينية. وللميديا الصهيونية ذات النفوذ المسيطر في الولاياتالمتحدة. فقد أسفرت نتائجه عن نسبة هائلة تجد في الدين الإسلامي تماهياً مع الإرهاب. بل إن الإسلام والعنف مرادفان لمعني واحد. وللأسف. فإن بعض الجماعات المحسوبة علي الإسلام تؤدي دوراً سلبياً. بل مشبوهاً لا أسمي. فالاسماء معلنة يتمثل في انكار حقوق المرأة. وختان البنات. وتحريم الابداع. وافتقاد الخيال. واعتناق الخرافة. والعجز عن التكيف مع الحداثة. وتدمير التراث الإنساني. وتحجيم دور الإعلام. وتكفير المعارضين. وتصور نشر الإسلام بالسيف والحرب والقهر والقتل. والتحاور بالعنف. ومعايب أخري تضع الإسلام والمسلمين في إطار التخلف بامتياز. إن صورة المسلم الذي يسعي لانتزاع هويته وحريته الحرية الدينية بخاصة تتركز في الخلاء. وهو يتدرب علي العمليات "الإرهابية" وتشمل بانورامية الصورة ما يكاد يصبح مادة ثابتة في الميديا الغربية من عمليات قرصنة واختطاف وابتزاز وترويع للأبرياء من النساء والأطفال. وإذا كانت القاعدة. وما تمخض عنها من عمليات في الشرق والغرب قد لامست العزة الدينية والوطنية بين شعوب العالم الإسلامي. فإن الغرب قد أحسن استغلال تلك العمليات في بسط نفوذه بصورة مفزعة. والأمثلة قائمة في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها من دول العالم.