في الجزء الثاني من حواره مع شبكة "سكاي نيوز".. اطلق المشير عبدالفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية تعبيراً هو بمثابة صاروخ عابر للقارات.. ويقيني أن كل من يعنيهم الأمر قد فهموا المعني والمغزي من وراء هذا التعبير الأخطر في كلام السيسي. قال السيسي: "ان الجيش المصري قوي ووطني ولن يسمح بتهديد اي دولة عربية.. واذا حدث ذلك سيكون جاهزاً للتحرك الفوري". "مسافة السكة".. جيش مصر قوي جداً.. قوة عاقلة تحمي ولا تهدد.. وماحدش يتهدد ابداً واحنا موجودين". يقول السفهاء أن هذا الكلام هو فض مجالس ودغدغة للمشاعر ومحاولة لجذب المزيد من تأييد ودعم دول الخليج.. وأرد عليهم رغم أنهم لا يستحقون الرد: لا.. بل هو قناعة وواقع وشجاعة وثقة في النفس وقدرة علي التنفيذ.. وإن كنتم ناسيين تعالوا أفكركم و"أعكنن" عليكم. علي مدي شهور طويلة قبل ثورة 30 يونيه.. ألم يقل السيسي عندما كان وزيراً للدفاع وفي اكثر من مناسبة: القوات المسلحة تحت امر شعب مصر.. وبمجرد أن يستدعيها الشعب ستكون بعد لحظات في الشوارع..؟؟. هل كان هذا الكلام فض مجالس أو دغدغة للمشاعر أو أي خبل مما يتوهم خيالكم المريض؟؟.. لا .. وألف لا.. لأن الشعب عندما خرج فعلاً بالملايين في الميادين والشوارع واستدعي قواته المسلحة وطالب بعزل الاخوان ورئيسهم القابع في الاتحادية نزل الجيش فوراً وساند شعبه كما وعد السيسي ولم يتخل عن دوره في حماية الوطن والمواطن. وفي اكثر من مناسبة.. اكد السيسي علانية أن أمن الخليج هو أن قومي لمصر.. بالتالي.. عندما يقول الآن "تعبيره الصاروخي" وبمنتهي الصراحة والوضوح والدقة فإنه حتماً يعي ما يقول وأن التنفيذ قضية محسومة وفي عقيدة مصر وقواتها المسلحة.. وهذا له دلائل مؤكدة: 1⁄4 أن جيش مصر فعلاً قوي جداً جداً "رقم 13 بين جيوش العالم" وأنه قادر حقاً علي المواجهة في اكثر من جبهة في وقت واحد دونما ارتباك. 1⁄4 أن هذا الجيش وطني حتي النخاع وليس ميليشات أو مرتزقة.. وهو ملك لشعب مصر والشعوب العربية عامة ودول الخليج خاصة التي هي العمق الاستراتيجي لمصر.. ولذا.. فإنه من المستحيل أن يقف مكتوف الأيدي منزوع النخوة أمام أي تهديد لأي دولة عربية من المحيط إلي الخليج.. اذ كيف تتهدد وجيش مصر موجود..؟؟. 1⁄4 كلمة "مسافة السكة" في منتهي البلاغة وتطابق "ستكون بعد لحظات في الشوارع".. وهي تعني أن جيشنا مستعد دائما للتحرك الفوري ومهيأ للقتال تحت أي ظروف جغرافية أو مناخية.. وأن هذا لن يستغرق سوي وقت الانتقال المكاني من ثكناته إلي ساحة القتال. 1⁄4 أن جيشنا رغم قوته الجبارة وجاهزيته الفائقة فانه قوة عاقلة وليست طائشة أو مغرورة.. لأن عقيدته هي الحماية لا الاعتداء أو التهديد. تعبير السيسي.. مؤكد وصل للشرق والغرب ولكل كائن في المعمورة وتم تحليله جيداً وفهمه الجميع علي وضعه الصحيح.. اما من عميت عيناه أو يتعامي فليتحمل النتائج.