كان الفن المصري منذ نشأته مرآة للمجتمع. وخلال عقود مختلفة ناقشت العديد من الأعمال الفنية قضايا تهم المواطن البسيط حتي أن بعضها ساهم بالفعل في حل مشكلات أرقت المجتمع لفترات طويلة. والآن ومع تزايد الأعمال الإرهابية التي تلقي بظلالها السوداء علي استقرار المجتمع والوطن تعالت الأصوات بضرورة تقديم أعمال فنية جديدة تناقش تلك القضية. "المساء" رصدت أبرز الأعمال الفنية التي تناولت الإرهاب واستطلعت آراء الفنانين من خلال السطور التالية: البداية من فترة التسعينيات التي استطاع الفن خلالها تقديم العديد من الأعمال التي تناولت قضايا الإرهاب بشكل مباشر وكان أبرزها كتابات القدير وحيد حامد علي رأسها مسلسل العائلة الذي أنتج عام 1994 وأخرجه إسماعيل عبدالحافظ وقام ببطولته محمود مرسي وليلي علوي وأنتجه قطاع الإنتاج. كذلك فيلم الإرهاب والكباب الذي قدم عام 1992 وأخرجه شريف عرفة وقام ببطولته عادل إمام ويسرا وكمال الشناوي. وطيور الظلام عام 1995 وأخرجه أيضا شريف عرفة. ومسلسل الجماعة الذي كتبه عام 2010 وأخرجه محمد ياسين وتناول فيه نشأة جماعة الإخوان المسلمين علي يد مؤسسها حسن البنا. كما تناول عدد آخر من المؤلفين والمخرجين تلك القضية وأبرزهم الكاتب الكبير لنين الرملي الذي قدم فيلم الإرهابي عام 1993 مع المخرج نادر جلال بعد مقتل د.فرج فودة ووقتها كانت سيارات الشرطة تحرس دور عرض السينمات وأندية شرائط الفيديو خوفاً من تعرضها للحرق علي أيدي الجماعات الإرهابية التي هددت بذلك أكثر من مرة. كما قدم الرملي العديد من المسرحيات التي تناقش تلك القضية وأبرزها "أهلا يا بكوات" عام 1982 ووقتها تلقي المسرح القومي العديد من التهديدات حتي ان إدارته منعت دخول المشاهدين بسياراتهم. كما قدم مسرحية "اخلعوا الأقنعة" في التسعينيات. أما المخرج علي عبدالخالق فقدم في عام 1996 فيلماً بعنوان "الناجون من النار" تأليف محمد شرشر وبطولة عمرو عبدالجليل ومحمد الدفراوي. وعن ضرورة تقديم أعمال فنية خلال الفترة الحالية علي شاكلة أعمال التسعينات تناقش تلك القضية بشكل مباشر. أجمع الفنانون علي ضرورة تقديم الدراما والسينما المصرية لمثل تلك النوعية من الأعمال شريطة أن تكون بدعم من الدولة لتوعية المجتمع ونشر ثقافة الاعتدال ونبذ التطرف فيه نوعية من الأعمال التي لن تجني له الريح المطلوب. مؤكدين أن الفن كان دائماً منبراً لمناقشة تلك القضية وغيرها من القضايا الهامة التي تواجه المجتمع. المخرجة أنعام محمد علي قالت: سيناريو الفن والإرهاب قديم وله رصيد كبير لدي المشاهد الذي رأي أعمالاً جادة وهادفة تناقش تلك القضية ولكن أعتقد أن تقديم عمل فني حالياً يتناول الإرهاب أمر صعب لعدة أسباب أولها أن الوطن يعيش ظروفاً ملتهبة ومتغيرة كل دقيقة وكتابة عمل لمناقشة قضية كهذه لن يصل في ختامه إلي النهاية الحقيقية التي يعيشها المواطن بشكل يومي ويتعرف عن قرب علي مفاجآت سياسية تقلب الموازين 180 درجة وبالتالي فأري أن علينا الانتظار حتي نستطيع تقديم عمل مكتمل الأركان. والدليل علي كلامي أن الأعمال التي ناقشت بسرعة موضوعات عن ثورة 25 يناير لاحظت أن نهاياتهم مختلفة عن الواقع وهو ما جعل صناع تلك الأعمال يبتعدون أو يتجنبون مناقشتها كما حدث في رمضان الماضي حتي يصلوا لنهاية واقعية بعيدة عن المزايدات أو الأخطاء التاريخية. أما الفنانة القديرة سميرة أحمد فقالت: أنا لا أريد استباق الأحداث لعلني أري في أحد مسلسلات رمضان المقبل أحد الأعمال التي تناقش تلك القضية وإن كنت أتمني أن تكون مدينة الإنتاج الإعلامي أو قطاع الإنتاج بالتليفزيون هما أصحاب المبادرة لتقديم مثل تلك الأعمال التي تحارب الأفكار المتطرفة وتكشف أعداء الدين والوطن. الفنانة فردوس عبدالحميد قالت: علي الدولة أن تضع خطة قومية لدعم وإنتاج أعمال تناقش قضايا الإرهاب وحب الوطن وغيرها من الأعمال خاصة أن تخلي جهات الإنتاج "صوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي وقطاع الإنتاج" عن القيام بدورها في الإنتاج الدرامي أثر كثيراً علي نوعية الأعمال المقدمة وجعل الساحة مفتوحة للمنتج الخاص الذي يبحث عن الربح. أما الكاتب مجدي صابر فقال: الفن له دور كبير في كشف النقاب عن تلك القضية وعرض خفاياها التي كانت بعيدة عن أعين المواطن وفي رأي أن الكاتب وحيد حامد أبدع في كتاباته عن تلك الجماعات الإرهابية وكشفها وأظهر فساد أفكارها وخطورتها علي أمن وسلامة أي مجتمع. مشيراً إلي أن وزارة الإعلام هي التي طلبت كتابة مسلسل عن الإرهاب ولذلك كتب مسلسل "العائلة" وهذا يدل علي وعي الدولة ورغبتها في محاربة تلك المشكلات والظواهر السلبية.