"ما الدنيا إلا مسرح كبير" هذه مقولة المبدع وليم شكسبير الشاعر الانجليزي الفذ الذي أحس أنه عاش زماننا ووصفه في روايته التي أعتز أني قرأتها ومعجب بها. نعم الدنيا كما قال لكنها ليست "مسرح إنما سيرك" نعم المسرح له قواعد وتقاليد وطقوس وقدسية كما كان يقول دائماً عملاق المسرح يوسف بك وهبي أما السيرك فهو ملهاة جميلة مسلية كل فرد يفعل ما يشاء ويريد وزحام وهيصة لهذا يطلق عليها السيرك. إن ما رأيته في حياتي يجعل الدنيا قريبة للسيرك عنها للمسرح لكنه سيرك نفاق وكذب. سيرك يؤدي فيه المنافق دوراً بارزاً والكاذب دوراً أبرز بلا نهاية. مجرد ان يتغير المسئول تجد رجال البلاط يخرجون وينافقون ويكذبون بل ويتراقصون حول الوافد الجديد للوصول إلي عقله والحصول علي ثقته الغالية. طبول الحرب تقرع بين أفراد المكتب الواحد والإدارة الواحدة كل يحاول الوصول ولو علي اكتاف الآخرين. نجد الكذب والضرب تحت الحزام واستخدام كل السبل للحصول علي الثقة وكلمة بسيطة تتحول إلي تراث خالد. نعم صراع الديوك علي كرسي ومنصب زائل لو في العمر بقية لا يتعظ أحد من تجارب الماضي وكم من دول زالت وملوك سقطت وبلاط دمر ولا يبقي شيء. اننا لا نتعلم أبداً. السيرك ينصب والمشاكل تظهر والطعن في الخلف يزداد. الكل يريد رضاء الحاكم الذي كان بالأمس حاكماً آخر كانوا يريدون وده وثقته أيضاً ثم يخرج ليدخل الجديد لتعاد الكرة مرة أخري. الكل يعلن ان لديه أملاً في الجديد. تكرار لمانشتات الصحف باسماء أخري فقط. المهنئون والمقابلون للجديد يعلقون أنه الأمل ثم نري ما نري بعد شهور من العمل. نعم سيرك الكذب والنفاق والوصولية حتي علي حساب بعضنا نقتل الزملاء للوصول نخون ضمائرنا للوصول نكذب ونداهن وننافق للوصول. لا قيمة للزمالة ولا الصداقة ولا الولاء ممن أكلنا معه "عيش وملح" وهو أمر لو تعلمون عظيم خيانة الأمانة والعشرة والصداقة سوف يلعنك التاريخ لو كان هذا يهمك يا حملة المباخر وناصبي السيرك. اتقوا الله لأنها لا تدوم والمرض والموت أقرب إلينا أكثر مما نتخيل اتقوا الله ولا تفرحوا بما أتاكم اعملوا لكن بشرف وأمانة دون خيانة وكذب ونفاق وأيها الوافد الجديد الأمر بيدك ان توجه وتدير خيمة السيرك بأخلاق النبلاء والفرسان وتحترم ذاتك من الكاذبين والمنافقين واحذر البطانة الكاذبة المنافقة المدمرة للمؤسسة وللزملاء ولك احذر ناصبي السيرك وأرفضه واضع مبادئ يذكرها لك التاريخ.