أتحدث هنا عن المنافق والكاذب والمدلس الذي يخون العهد ويخدم مصالحه ومصالح رؤسائه في العمل بالكذب والنفاق ويدوس الأعناق ويذل الرجال. نعم هؤلاء في كل مناحي مجتمعنا. لكن عندما ينفردون بأنفسهم مساء أو قبل النوم "لو كانوا ينافقون" أو في لحظة تأمل "لو وجدت" أتمني الانفراد بالنفس هل يحاسب نفسه؟ هل يراجع يومه وعمله؟ هل يسأل نفسه ماذا فعلت؟ هل يضع أي دين أو قيم أمامه ليكون له نبراساً في حساب نفسه؟ لا أعتقد ذلك إنه لو حاسب نفسه مرة واحدة لتراجع علي الفور عن عمله الدنيء ولو أحس أنه كذاب ومنافق وأنه أضر بناس في سبيل نفسه أو رؤسائه في العمل. لبكي من الندم وهل يفيد الندم بعد إضرارك بالناس وضربهم في أرزاقهم وحياتهم بالكذب والتضليل هل تجلس مع نفسك أيها الكاذب المنافق أم أنك وصلت من الغرور والافتراء حدود أنك تصدق كذبك ونفاقك وتعيش فيه. نعم أعتقد أن هؤلاء لا شعور لديهم ولا أحاسيس. الجزء الخاص بالمشاعر في المخ أو جذعه لا يعمل لديهم. فلو وقف أحدهم ووضع أمامه دستوراً دينياً كان لوجد أن الكاذب والمنافق في الدرك الأسفل ولو أنا منه لتراجعت فوراً لأنقذ روحي من الضياع بعد الموت والعذاب الشديد. لقد ظهر هؤلاء في مجتمعنا وأصبحوا عدوي للأجيال الجديدة من الشباب فولي النعم وصاحب المقام هو الذي يجلسني علي الكرسي والسلطة والمال أسرق وأرتشي المهم "أعملهم" بلغة البلطجة والصياعة وإلي الجحيم للقيم والمبادئ والأخلاق ماذا ستفعل بحياتك عندما تدخل في ظلمة القبر وسيبقي تاريخك يلعنك حتي مريدوك ومنافقوك سوف يتخلون عنك حتي من نافقت وهللت كذباً لهم سوف يتخلون عنك. من أحنيت رأسك لهم سوف يتنكرون لك وعندئذ سوف تصفق علي يديك من الندم وتقول كما يقول الكافرون لو أن لنا كرة أو عودة عندما تخلي الذين اتبعوا عن الذين اتبعوا في يوم القيامة لا تذل نفسك ولا تنافق وكن شامخ النفس والرأس كريم الخلق والله هو العاطي الوهاب والرزاق وليس البني آدم أياً كان. وانفرد بنفسك بصدق وأمانة فنحن في غفلة لا نستيقظ إلا بعد فوات الأوان.