أكد العقيد الليبي معمر القذافي أنه لازال علي قيد الحياة نافيا صحة التقارير التي تحدثت عن مقتله بعد الغارة التي شنتها طائرات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" علي باب العزيزية حيث يوجد مقره بالعاصمة طرابلس. قال القذافي في بيان صوتي بثته الفضائية الليبية الليلة الماضية مخاطبا حلف "الناتو".. "إنني أسكن في مكان لا تستطيعون الوصول إليه وقتلي فيه.. إنني أسكن في قلوب الملايين وإذا قتلتم جسدي فلن تقتلوا روحي التي تسكن في قلوب الملايين". كلمة القذافي أتت في وقت تستعد فيه المحكمة الجنائية الدولية لاصدار مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من كبار المسئولين الدوليين. يتوقع أن يكون القذافي من بينهم. الاثنين المقبل. نفت الحكومة الليبية الليلة الماضية صحة تقارير إعلامية أفادت إصابة الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية موسي إبراهيم في مؤتمر صحفي عقده إن القذافي في حالة معنوية عالية ويدير الشئون اليومية للبلاد. كان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قد أعرب في وقت سابق عن اعتقاده أن العقيد معمر القذافي فر من العاصمة طرابلس. مضيفاً أن التقارير التي تتحدث عن إصابة الزعيم الليبي بجروح جديرة بالثقة. وقال فراتيني "أميل الي الاعتقاد أن تصريحات أسقف طرابلس مارتينيلي محل ثقة حيث أبلغنا أن ثمة احتمالاً كبيراً بأن يكون القذافي موجوداً خارج العاصمة وربما يكون قد جرح أيضاً. لكننا لا نعرف مكانه". رجح فراتيني في تصريحات أدلي بها في مقابلة مصورة أجرتها معه صحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية وبثتها علي موقعها الالكتروني أن تكون الضغوط الدولية هي التي حدت بالقذافي الي البحث عن ملاذ آمن. قال "أميل الي فرضية فراره من طرابلس وليس من ليبيا. فهي بلد صحراوي شاسع". وأردف أن الضغوط الدولية تسببت في خلخلة النظام الليبي من الداخل. "وهو ما نريده". مضيفاً أن الثوار أغاروا علي مخازن الأسلحة في ضواحي العاصمة خلال الساعات القليلة الماضية. توقعت وكالة الأنباء الفرنسية أن يكون القذافي أحد ثلاثة مسئولين ليبيين تستهدفهم مذكرات اعتقال ستصدرها المحكمة الجنائية الدولية يوم الاثنين القادم. وقد صرح المدعي العام للمحكمة القاضي لويس مورينو أوكامبو في وقت سابق اليوم أنه سيسعي لاصدار مذكرات اعتقال يوم 16 مايو بحق ثلاثة أشخاص يعتبرهم أكبر المسئولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا. وذكر مكتب مدعي المحكمة أنه سيميط اللثام عن الأسماء الثلاثة. وقال دبلوماسيون إن اسم القذافي ربما يكون علي صدر القائمة. تجيء هذه التطورات في وقت تتعرض فيه العاصمة الليبية معقل القذافي الحصين الي ضربات جوية من حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتعاني من نقص حاد في الوقود والسلع. وعلي الصعيد الدبلوماسي من المنتظر أن يلتقي زعماء ليبيون معارضون كبار مسئولي البيت الأبيض في واشنطن اليوم لطلب الافراج عن مليارات الدولارات في شكل أصول مجمدة ولاضفاء شرعية دبلوماسية علي المجلس الانتقالي الوطني الليبي المعارض في معركته للاطاحة بمعمر القذافي. قال العضو البارز في وفد المعارضة الليبية الذي يزور واشنطن محمود جبريل غداة لقائه مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون. إن المجلس الانتقالي يعاني نقصاً في الأموال مما يجعله في أمس الحاجة للمساعدة في حربه مع القذافي. ونقلت وكالات الأنباء العالمية عن التليفزيون الرسمي الليبي أن 16 مدنياً علي الأقل قتلوا وجرح نحو 40 في غارة جوية شنتها طائرات الناتو علي مدينة البريقة بشرق البلاد.