في يوم من الأيام والشمس مشرقة. والنسيم عليل. استيقظ العصفور الجميل من نومه. وانتفض من كسله بريشه الزاهي الجميل. فوجد نفسه في قفص كبير مغلق الأبواب إلا باب وقف عليه نسر ضخم الحجم حاد المخالب ثاقب البصر فنظر العصفور فوجد القفص كبيرا جداً به ماء كثير وطعام أكثر فظل العصفور يغدو ويعود. يعلو ويدنو. ينام ويستيقظ. يأكل ويشرب. ويعيش حياة. ولكنها بداخل القفص. نظر العصفور إلي النسر فوجده زائغ البصر يمينا ويسارا لأعلي ولأسفل وحينما دقق العصفور النظر عرف أن النسر جائع فبسط النسر جناحيه الكبيرين فأسقط عش العصفور من فوق أغصان الشجر فارتطم العصفور بأرض فلما زفاق العصفور وجد النسر قد أكل طعامه وشرابه وذهب للوقوف أمام الباب مرة أخري. أخد العصفور يغدو ويعود حتي أتي بطعام جديد ثم أخذ يجمع القش حتي بني عشا جديدا فوق أغصان الشجر الخضراء فدعا ربه ألا يبسط النسر جناحيه فيهدم العش ويأكل الطعان الذي تعب العصفور في جمعة. انحدرت الشمس إلي الغروب بين البحر والجبل وأسدلت السماء الذهبية ستائرها علي عش العصفور الصغير فنام العصفور في أمان وهدوء ثم اقام العصفور من نومه فجأة مرتطما بالأرض وبجانبه عشه المهدوم وطعامه المسلوب فنظر فوجد النسر هو الذي فعل ذلك. ظل العصفور يفكر كيف وأنا العصفور الصغير الضعيف أستطيع الخروج من هذا الباب والنسر واقف أمامه. ثم واتته فكرة ذكية دعا العصفور جميع العصافير الصغيرة الموجودة علي أعشاشها فوق أغصان الشجر ليقوموا جميعا بجمع الطعام ووضعه في آخر القفص فوق عش كبير بناه جميع العصافير الصغيرة. وعند غروب الشمس ادعي العصافير النوم وترقبوا النسر وعندما أحسوا بحركة النسر ذهبوا جميعا قرب الباب الذي يقف أمامه النسر فلما ذهب النسر كي يسطو علي طعام العصافير الصغار في أعشاشها التي فوق أغصان الشجر الخضراء في هذه اللحظة تمكنت العصافير من فتح الباب والخروج منه ثم أغلقوا الباب علي النسر الضخم بإحكام فلم يستطع النسر فتح الباب والخروج منه وظل يأكل في الطعام حتي نفذ ولأنه كان يعتمد علي العصافير في جمع طعامه لم يستطع جمع الطعام فجاع ثم مات.