قد لا يهم المواطن المصري البسيط محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية.. فتلك الاتهامات كيلت للرئيس الأسبق حسني مبارك وبالتالي لا يوجد فيها ما يدعو للدهشة والاندهاش.. ولكن بالطبع يهم كل مصري بسيطاً كان أو كبيراً قضية التخابر المتهم فيها الدكتور "مرسي" وقيادات جماعة الاخوان!! أتدري كيف يكون شعورك حين تكتشف ذات يوم أن رئيس بلدك "خائن".. كم سيكون حجم المرارة والضيق والغضب عند سماعك لمثل هذا الحدث؟! رئيس الدولة يخون الدولة.. يخون الوطن فكيف سيكون أميناً علي المواطن وهو ينقل كل أسرارك وأسرار البلد إلي تنظيمات أجنبية الأمر الذي يهدد أمن الوطن وأمن المواطن!! إذا كنا أطلقنا علي محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك "محاكمة القرن" فإنه من الأجدر بنا أن نطلق علي قضية التخابر المتهم فيها مرسي وجماعته "قضية القرن" فهذا هو الوصف الأمثل لتلك القضية الفريدة من نوعها حيث لم تشهد مصر في تاريخها رئيساً خائناً علي الأقل منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 وبالتالي تعد قضية التخابر هي "قضية القرن" اسما وفعلا بل ووصفا أيضا!! لقد ضم ملف تحقيقات النيابة في قضية التخابر أدلة ثبوت تري النيابة أنها كافية لادانة المتهمين خاصة وأن من بين هذه الأدلة رسائل الكترونية عثرت عليها الجهات الأمنية علي أجهزة الكمبيوتر واللاب توب الموجودة في قصر الاتحادية بها معلومات تمس الأمن القومي للبلاد أرسلها أحمد عبدالعاطي مدير مكتب مرسي إلي 3 قيادات من التنظيم الدولي للاخوان في لندن بعلم من الرئيس وقتئذ الدكتور محمد مرسي!! أدلة الثبوت تشمل أيضاً لقاء رصدته أجهزة الأمن المصرية بالصور بين عصام الحداد مستشار مرسي ورئيس جهاز المخابرات الإيراني لبحث إنشاء جهاز مخابرات بديل يخضع لإشراف التنظيم الدولي للاخوان فضلاً عن رصد اتصالات هاتفية جرت بين قيادات الاخوان وحركة حماس قبل وأثناء أحداث 25يناير عام 2011 وهي أدلة كافية لإدانة مرسي وقيادات الاخوان في اتهامهم بالخيانة التي تصل عقوبتها إلي الإعدام!! لقد شهدت مصر عبر تاريخها الحديث رؤساء منهم من واجه اتهامات بالفساد.. ومنهم من كان يتعامل بشئ من القسوة مع معارضيه.. ومنهم من كان يمتلك كل مفاتيح السلطة في يده وحده لكننا لم نسمع ذات يوم عن رئيس خان بلده ولذا أتمني من الدكتور محمد مرسي وجماعته أن يكون لديهم دليل يبرأهم من تلك الجريمة سيئة السمعة التي توصمهم أمام المجتمع بالخيانة!!