أنهي الليلة الماضية مئات المتظاهرين المنتمين لعدد كبير من الحركات والقوي الثورية والرافضين لقانون التظاهر الجديد وقفتهم ومسيرتهم الاحتجاجية أمام مجلس الشوري التي كانوا قد بدأوها من أمام ميدان طلعت حرب وطافوا بها في الشوارع الجانبية لميدان التحرير حتي تحركوا في مسيرة حاشدة ناحية ميدان عبدالمنعم رياض ومنه إلي كورنيش النيل حتي مستشفي قصر العيني ومنها إلي مقر مجلس الشوري. ورحل المئات منهم بعد الاحتشاد أمام مجلس الشوري وتوصيل رسالتهم البعيدة عن العنف والتعبير عن رأيهم بصورة سلمية. في الوقت ذاته هم بعض عقلاء المتظاهرين في النداء علي زملائهم لإعلان الرحيل وانتهاء فعاليات التظاهرة إلا أن منهم من أراد الاعتصام وافترشوا الأرض أمام قوات الأمن المركزي التي احتشدت بضباطها أمام بوابة مجلس الشوري لمنع أي محاولات اقتحامها فرحلوا مجبرين. أكد المتظاهرون أنهم لم يتقدموا بطلب لوزارة الداخلية للتصريح بإقامة التظاهرة مشيرين إلي أنهم يرفضون القانون من أساسه وبالتالي لن يسلكوا أي خطوة من خطواته أوضحوا أنهم سوف يعبرون بصورة سلمية عن أرائهم كل يوم بدون عنف وبدون الحاجة إلي القانون الذي اعتبروه يكبل أكثر مما ينظم ويعوق أكثر مما يحرر.و كان المتظاهرون من أعضاء حركة 6 أبريل وأصدقاء الشهيد جابر صلاح جيكا قد بدأوا في التجمع بميدان طلعت حرب عند الخامسة الليلة الماضية عازمين علي الخروج في مظاهرة حاشدة انضم لها العديد من القوي الثورية مثل الاشتراكيون الثوريون وحركة ثوار ومجموعة الشهداء إلي جانب العديد من أصدقاء المتظاهرين الذين القي القبض عليهم اليلة قبل الماضية خلال التظاهرات أمام مجلس الشوري في أول أيام تطبيق قانون التظاهر. إلا أنهم واجهوا بعض المناوشات الرافضة لوجودهم بميدان طلعت حرب من قبل الأهالي وأصحاب المحلات حتي اتفقوا علي الخروج في مسيرة حتي مجلس الشوري اعتراضاً علي قانون التظاهر واحتجاجاً علي إلقاء القبض علي زملائهم في التظاهرة التي أقاموها أمام مجلس الشوري الليلة قبل الماضية. تقدمت أعلام حركة 6 أبريل وصور جيكا المسيرة الاحتجاجية إلي مجلس الشوري اعتراضاً علي اعتقال زملائهم مرددين الهتافات المناهضة لوزارة الداخلية وأغنيات الأولتراس. وقعت بعض المشادات بين بعض أعضاء الحركات الثورية وشباب حركة 6 أبريل تم احتواؤها لتسيير المسيرة ناحية ميدان عبدالمنعم رياض ورفعوا لافتات مكتوباً عليها "الحرية لمحمد سامي ابن خاله جيكا" و"الحرية لمحمود عبدالشافي ونوبي وكالوشا وجميع معتقلي الليلة قبل الماضية" و"لا للمحاكمة العسكرية للمدنيين" ورددوا هتافات "هنفضل ثورجية لحد ما نوصل للحرية". حاول بعض المشاركين اثارة قوات الأمن بتوجيه السباب والشتائم لهم والاشارة لهم باشارات بذيئة حافظت خلال تلك الفترة قوات الأمن علي هدوئها ولم تنجذب إلي تلك المثيرات.و تجمع أفراد الأمن المركزي المكلف بتأمين مقر مجلس الشوري والوزراء أمام البوابة لمنع دخول المتظاهرين ملتزمين بضبط النفس ودارت بينهم وبين عقلاء المتظاهرين مفاوضات حول الهدف من التظاهرة التي ليس منها الاعتداء عليهم أو احداث عنف وشغب وإنما لرفض قانون التظاهر فقط مؤكدين لقوات الأمن أنهم سوف يتظاهرون كل يوم لإسقاط القانون الذي يكبلهم ويمنع حريتهم في التظاهر والتعبير عن آرائهم. وافترش بعض المتظاهرين الأرض أمام قوات الأمن رغبة منهم في الاعتصام لاسقاط القانون وإنما لم تلق دعواهم في الاعتصام استجابة من معظم المشاركين حتي اقنعهم عقلاء المتظاهرين بأنهم عبروا عن أرائهم وأعلنوا انتهاء فعاليات اليوم الرافضة لقانون التظاهر حتي لا يتم تنفيذه ضدهم ويصبحوا هم الخاسرون.