شهد ميدان طلعت حرب الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بالطوب والحجارة بين عدد من النشطاء السياسيين وقوات الأمن والأهالي. بعد أن أعلن المتظاهرون الاعتصام بالميدان حتي الإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم أمام مجلس الشوري. أغلق المتظاهرون ميدان طلعت حرب أمام حركة المرور وأشعلوا النيران في اطارات السيارات والأخشاب. وفي المقابل ردت قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين. نال تدخل قوات الأمن ترحيباً واسعاً من الأهالي الذين هتفوا "الجيش والشعب والشرطة.. إيد واحدة" وتم إعادة فتح الميدان جزئياً. سادت حالة من الكر والفر وتحولت الشوارع الجانبية إلي حرب شوارع بين المتظاهرين والأهالي بعد انسحاب قوات الأمن إلي ميدان التحرير. حيث تبادل الطرفان التراشق بالحجارة. مما أدي إلي سقوط عدد من المصابين..وكما أغلقت المحال التجارية أبوابها خشية أعمال السلب أو النهب أو التخريب التي قد تحدث جراء تلك الاشتباكات. سادت ميدان التحرير حالة من الاستنفار الأمني ودفعت قوات الأمن ب 6 سيارات أمن مركزي و4 سيارات مكافحة شغب. وتم إغلاق شارع طلعت حرب بالمدرعات والمتاريس والأسلاك الشائكة لمنع وصول المتظاهرين إلي ميدان التحرير. ويحقق عمرو عوض وكيل نيابة قصر النيل مع 10 متهمين جدداً تم القبض عليهم . وكان المئات من النشطاء السياسيين قد تظاهروا عصر أمس أمام مجلس الشوري اعتراضاً علي قانون التظاهر الجديد الذي بدأت الحكومة في تطبيقه. وعلي مادة محاكمة المدنيين عسكرياً التي تتجه لجنة الخمسين إلي إدراجها ضمن الدستور الجديد..وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجيش وللشرطة ومنها "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الداخلية بلطجية" و"علي في سور السجن وعلي.. بكرة الثورة تشيل ما تخلي" و"جيكا جيكا يا ولد.. دمك بيحرر بلد"!! شارك في الوقفة حركة 6 ابريل وأعضاء حزب التحالف الاشتراكي والاشتراكيين الثوريين وأعضاء حركة لا للمحاكمات العسكرية وطريق الثورة وتحالف القوي الثورية وتحالف شباب الثورة وعدد من النشطاء السياسيين.قطع المتظاهرون شارع قصر العيني أمام حركة مرور السيارات. مما أدي إلي اصابة جميع الشوارع المحيطة وكورنيش النيل بالشلل المروري وتكدس السيارات. كما افترش المتظاهرون نهر الطريق كوسيلة للضغط علي الحكومة لإلغاء قانون التظاهر الجديد. فتحت قوات الأمن خراطيم المياه علي المتظاهرين وأطلقت عدداً من القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم. كما قامت بمطاردتهم في ميداني سيمون بوليفار والتحرير وأجبرتهم علي التراجع إلي ميدان طلعت حرب..وقامت قوات الأمن بعمل كردونات بشرية من جنود الأمن المركزي لمنع وصول المتظاهرين إلي محيط مجلس الشوري مرة أخري. كما أغلقت الأبواب الرئيسية لمجلس الشوري بالحواجز الحديدية خشية اقتحامه. ألقت قوات الأمن القبض علي العشرات من النشطاء السياسيين والصحفيين وعلي رأسهم دينا سعد وسلمي سعيد وعايدة الكاشف وأحمد حرارة ومني سيف وإيمان عوف وناظلي حسين وريم سعد..وردد النشطاء المقبوض عليهم خلال ترحيلهم هتافات "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الداخلية بلطجية". مما أدي إلي إشعال حماسة المتظاهرين بشارع قصر العيني الذين هتفوا "شمال يمين خرجوا المعتقلين"! حدثت مشادات كلامية بين شباب القوي السياسية وعدد من شباب الإخوان حاولوا الاحتكاك بقوات الأمن والاشتباك معهم لولا تدخل العقلاء والفصل بينهم وطردهم من الوقفة. احتشد العشرات من النشطاء أمام قسم شرطة قصر النيل للتنديد بالقبض علي زملائهم وترحيلهم في أماكن غير معلومة. مرددين هتافات مناهضة للداخلية. كما احتشد عدد آخر بميدان طلعت حرب للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وإلغاء قانون التظاهر. مهددين بالتصعيد والاعتصام بالميدان.من ناحية اخري دعت حركات 6 ابريل وجبهة طريق الثورة ولاللمحاكمات العسكرية للتظاهر عصر اليوم بميدان طلعت حرب.