مصر جزء من افريقيا والجزء لا يمكن ان يستغني عن الكل بأي حال من الأحوال.. مصر التي قادت الثورات وأمدت بها زعماء افريقيا وكانت مصر قبلة للوطنية والثورات وقد فجر زعيمها جمال عبدالناصر تلك الثورات.. كان الشعب المصري والافريقي وحدة واحدة.. لم تتكلم بلغة الأنا في يوم من الأيام.. بل أقامت مشروعات تنموية وتنويرية لم تستطع إسرائيل أو غيرها أن تضع قدماً جنوباً أو شمالاً.. سارت الأيام بعد ذلك رتيبة واتجه النظام "الوراثي" إلي الابتعاد رويداً رويداً عن القارة وفي نفس ابتعاد النظام "المخلوع" اقترب الآخرون ومدوا أيديهم لافريقيا.. للأسف الذين مدوا الأيدي لا يحبون افريقيا.. بل يكرهون مصر ولا يريدون بها خيراً.. اعطي النظام "البائد" فرصة كبري لاسرائيل ان تلعب كيفما تشاء وتسجل أهدافاً علي مرأي ومسمع منا ونحن لا نتحرك بل الأدهي والأمر أننا ارتمينا في أحضان من أرادوا بنا سوءاً وتركناهم يعبثون ويسعون في الأرض فساداً ويدقون الأسافين بيننا وبين الأشقاء.. لقد فقنا من ثباتنا الطويل فوجدنا ان السودان صارت جنوباً وشمالاً وأثيوبيا تشرع في بناء "سد الألفية".. لكن رغم ذلك فالأمل موجود وأفريقيا لن تستغني عن مصر ونحن أيضاً لن نستغني عنهما.. الخير دائماً يأتي من الجنوب والموت قادماً من الشرق والشر دائماً من شرقنا. ثورة 25 يناير بصرتنا فيما عمي الآخرون عنه وخاصة النظام السابق.. بصرتنا أننا سوف نرجع مرة أخري لافريقيا وما أجمل الرجوع إليها ففيها خير ونماء وبركة وعمل وأخوة ويكفي ان الثوب المنسوج واحد والبشرة واللون والمياه التي نشربها وتسير في عروقنا واحدة.. أنا متفائل وكثيرون مثلي إن غداً أفضل من أمس بإذن الله تعالي.. وإذا خلصت النوايا طاب العمل واكتمل.