بكت قرية المدمر بمدينة طما بسوهاج الما وحزنا وانهمرت دموع المواطنين بغزارة وهم يلقون نظرة الوداع الاخيرة علي الشهيد "حمدي محمد أحمد" أمين الشرطة الذي طالته يد الغدر والخيانة بعدما اطلق مسلحون وابلا من الاعيرة النارية تجاه سيارة شرطة كانت في طريقها لتأمين سيارة نقل أموال بريد وطوابع لمكتب بريد مدينة طما مما ادي إلي استشهاد أمين الشرطة متأثراً باصابته وكأنه كتب علي المدمر أن تعيش الاحزان. خرجت جنازة الشهيد مهيبة شارك فيها الآلاف من مدينة طما وقراها تقدمهم اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج حيث ودعوا الشهيد "حمدي" إلي مثواه الاخير بمقابر اسرته بقرية المدمر واكتست بعدها القرية بالاحزان وارتدي نساؤها السواد وعلت صيحات البكاء علي كل من كان يعرف الشهيد "حمدي". "عم محمد" والد الشهيد الذي تجاوز عمره السبعين لم تستطع قدماه أن تحمله لكبر سنه وزاد الامر في تلك اللحظات فراق ابنه وبكلمات قليلة قال: "حسبي الله ونعم الوكيل" ابني فلذة كبدي قتلوه المجرمون ايه ذنب اولاده يتيتموا اطفاله صغار. حرام اللي يحصل ده يارب يصبرني علي فراقه". بينما والدة الشهيد دخلت في نوبة من البكاء وسرعان ما تردد في تلك اللحظات "حمدي". قتلوك يابني ياجببي ياضناي. اما اطفال الشهيد فكانوا يبكون في منظر ابكي الجميع. فهم اطفال لا يدرون أو يفهمون ما يحدث امام اعينهم فهم يبكون لانهم يرون والدتهم وجدتهم وجدهم يبكون ومع بكاء الاطفال المتواصل حزنا علي والدهم الشهيد تتعالي همسات الحاضرين من الاقارب والاحباب بقولهم "الله يجازي اللي كان السبب". لكن زوجة الشهيد "هبة" لم تجد من الكلام غير انها قالت "هو زوجي وحبيبي وابو اولادي لقد فقدنا اغلي ما في الوجود الطيب والحنين. كان نفسه في ولد وربنا زرقه من شهور بمازن ولكن شاء القدر أن يتربي مازن بدون أن يري أو ينطق كلمة بابا الله يلعن القتلة لقد ترك لي زوجي 4 بنات "دينا ورحمة واية وندي" وولد اسمه "مازن" وحسبي الله ونعم الوكيل". اما شقيقه ايمن أمين شرطة فأكد علي أن اخاه الشهيد كان نعم الاخ ونعم الابن والزوج كان باراً بوالديه وبزوجته وكان يحب ابناءه وكان عطوفاً علي الجميع. لقد ترك اخي اسرة تتكون من زوجة وخسمة أطفال الله يكون في عونهم وهما مسئولية كبيرة.