أمر المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام بنقل الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلي مستشفي ليمان مزرعة طرة علي أن تكلف وزارة الداخلية بسرعة استكمال التجهيزات الطبية اللازمة به. قال المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي باسم النيابة العامة إن النائب العام أبلغ وزير الداخلية بهذا القرار كتابة. كما أمر أن ينقل الرئيس السابق إلي أحد المستشفيات العسكرية لحين نقله إلي مستشفي السجن. أضاف المستشار عادل السعيد أن كبير الأطباء الشرعيين أفاد في تقريره إلي النائب العام بشأن معاينة لمستشفي سجن ليمان طرة "بأنه مازال تحت الإنشاء وهو عبارة عن غرف خالية غير مجهزة وأن الأجهزة الطبية الخاصة بالمستشفي مازالت في صناديقها ولم يتم تركيبها أو تشغيلها. وأنها تحتاج إلي مدة زمنية تصل إلي أكثر من شهر لتركيب وتجربة أجهزة المستشفي خاصة غرفة الرعاية المركزة". أضاف المستشار السعيد "ان كبير الأطباء الشرعيين أثبت بعد انتقاله إلي مستشفي سجن المزرعة بطرة انه يمكن للمستشفي استقبال حالات الرعاية شريطة استكمال تجهيزه ببعض الأدوات الطبية التي أشار إليها في صلب تقريره. كما أفاد كبير الأطباء الشرعيين ان الحالة الصحية لمبارك عقب توقيعه الكشف الطبي عليه بالأمس في مستشفي شرم الشيخ مستقرة بالعلاج الدوائي. وانه لا يوجد ما يمنع من إمكانية نقله إلي مستشفي السجن بشرط تجهيزه لأنه معرض للإصابة بالارتجاف الأذيني الذي يعاني منه في أي لحظة وهو ما قد يودي بحياته نتيجة توقف القلب المفاجئ. الأمر الذي يتحتم وجوده تحت العلاج في الرعاية المركزة سواء في مستشفي السجن بعد استكمال تحهيزه أو خارجه". أشار السعيد إلي أن النائب العام أرسل اليوم خطاباً إلي وزير الداخلية يبلغه فيه باتخاذ إجراءات نقل الرئيس السابق حسني مبارك إلي احد المستشفيات العسكرية لتنفيذ أمر الحبس الاحتياطي بها مؤقتاً مع اتخاذ جميع الإجراءات الطبية لملاحظة حالته وتوفير الرعاية والعلاج وتعيين الحراسة اللازمة عليه حال كونه محبوساً احتياطياً. وذلك لحين استكمال التجهيزات الطبية المطلوبة بمستشفي السجن بطرة علي النحو الذي ورد بمذكرة الطب الشرعي ونقل مبارك إليها واخطار النيابة العامة بتنفيذ القرار. علي صعيد متصل علمت "المساء" من مصدر قضائي رفيع المستوي بمكتب النائب العام انه تقرر إجراء التحقيقات مع الرئيس السابق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين وقضية بيع الغاز لإسرائيل وأي اتهامات أخري سيتم توجيهها لاحقاً إلي مبارك بشكل منفصل عن التحقيقات التي تجريها النيابة أو قضاة التحقيق المنتدبين بوزارة العدل في هذه القضايا المذكورة والتي نتج عنها إحالة وزير البترول السابق وقيادات الوزارة السابقين إلي محكمة الجنايات في قضية تصدير الغاز لإسرائيل. أضاف المصدر ان المستشار مصطفي سليمان المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة سوف يواصل غداً .. التحقيق مع الرئيس مبارك في الاتهام والمنسوب اليه باهدار المال العام في قضية تصدير الغاز لإسرائيل حيث كانت حالته الصحية لا تسمح باستكمال استجوابه صباح يوم الجمعة الماضي حيث طلب الأطباء المشرفون علي علاجه بمستشفي شرم الشيخ إيقاف التحقيقات بعد شعوره بآلام في صدره. أشار المصدر القضائي إلي أن الرئيس السابق قد نفي الاتهامات المنسوبة إليه يوم الجمعة الماضية وقال إن اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل يسأل عنها مجلس الوزراء وليس الرئيس نفسه. من ناحية أخري بدأت اليوم لجنتان من القطاعين الهندسي والطبي بوزارة الداخلية إجراء معاينة لمستشفي السجن لإعداد تقرير يتضمن الآليات التي يمكن بها تجهيز مكان داخل المستشفي لتخصيص غرفة للعناية المركزة وتجهيزها بالأجهزة الطبية اللازمة لاستقبال الرئيس السابق حسني مبارك تنفيذاً لقرار النائب العام. من ناحية أخري استمرت حالة الطوارئ وتشديد الحراسة بسجن مزرعة طرة ومنع اقتراب المركبات أو الأفراد من المنطقة المحظورة حول السجن. كان نزلاء عنبر التأديب قد تلقوا أمس الأطعمة في حدود استهلاك اليوم الواحد وحقائب الملابس الخاصة بهم والتي تحوي الملابس الداخلية وبدل السجن البيضاء كما أرسلت زوجات وأسر المسئولين والوزراء السابقين إلي ذويهم الأدوية والعقاقير التي يحتاجون إليها. مازال المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق هو الأكثر حزناً ولم يغاد الزنزانة نهائياً رغم توجه عدد من نزلاء العنبر إليه لمواساته والتخفيف عنه كما لم يغادر علاء وجمال مبارك زنزانتهما المشتركة أمس إلا للصلاة وقد بدا علي وجيههما حزن شديد وبديا شاردين .. فيما بدأ علي د. زكريا عزمي ود. فتحي سرور وصفوت الشريف حالة الإرهاق الشديد وعوامل الشيخوخة ولم يعد لهم مطالب حتي من كافتيريا السجن حيث لا يتناولون منها سوي المياه والشاي فقط وقد عزفوا أيضاً عن مشاهدة التليفزيون وبدا الشريف غاضباً للغاية فيما بدا حزن شديد علي حبيب العادلي وزير الداخلية. المهندس أحمد المغربي وجرانة وعز نقص وزنهم بشكل كبير وأطلق عز لحيته وقد اشترك الجميع في عدم اللجوء إلي صباغة الشعر أو تصفيفه ويتحرك هذا الثلاثي معاً سواء في عملية التريض أو إلي كافتيريا السجن وكثيراً ما ينظر بعضهم إلي بعض لوقت طويل دون أي حديث. وعلي جانب آخر قرر المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع تأجيل الاستماع إلي أقوال هايدي راسخ زوجة علاء مبارك وخديجة الجمال زوجة جمال مبارك والذي كان مقرراً له غداً الثلاثاء لموعد لاحق يحدد في القريب لدواع أمنية. وكان المستشار الجوهري قد استدعي زوجتي نجلي الرئيس السابق للمثول أمام الجهاز للاستماع إليهما علي سبيل الاستيضاح فيما يتعلق بثروات أسرة الرئيس السابق حسني مبارك في ضوء الوقائع الواردة في تحريات الجهات الرقابية بشأن تضخم ثروة آل مبارك.