حبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه خمسة عشر يوماً علي ذمة التحقيق.. عندما وقعت عيني علي هذا الخبر اجهشت بالبكاء وانتابتني سعادة غامرة ليس من باب الشماتة في مبارك وعائلته ولكن لأنني شعرت أن دماء الشهداء الزكية الطاهرة لم تذهب سدي وأن المجهود الذي بذله الشعب المصري في ثورته التي انتفض بجميع طوائفه والوانه من أجل القضاء علي حقبة مضت تحمل ثلاثين عاما من الفساد السياسي والنهب والقهر وتجويع الشعب والتفنن في اذلاله من قبل العصابة الحاكمة وإرهاقه بالضرائب والغرامات والبطالة.. لقد طال الفساد كل شيء في دولة مبارك ولم يستثني جهازاً أو مؤسسة وذلك لأن الرأس كان فاسداً فترك لنجله وزوجته الحبل علي الغارب ليعيثا في الأرض فساداً ويزوجان السلطة لرأس المال ويرتعا في مصر علي أساس أنها عزبتهم الخاصة وأن هذا الشعب ليس من حقه حتي أن يسد رمقه من الجوع.. وبعدما انتابتني تلك السعادة الغامرة تسلل إلي ذهني فكرة جعلتني اخشي من تأثير ضغوط خارجية أو داخلية علي محاكمة عائلة مبارك وليس معني كلامي التشكيك في قضاء مصر النزيه الذي عودنا علي مدار العصور علي الحق والعدل والأمانة.. لكن هذه القضية التي نحن بصددها ليست جناية أو جنحة عادية وانما قضية شعب مصر وأخشي ما أخشاه أن تتدخل السياسة وهي لعبة تحكمها قوانين أخري وتؤثر بالسلب أو الايجاب علي محاكمة مبارك وعائلته.. نحن نريد محاكمة عادلة تتوافر له خلالها كافة الضمانات الفعلية للدفاع عن نفسه امام محكمة تشكلت تشكيلا صحيحا وفقا لاحكام القانون حتي لا نقع بعد ذلك في خلاف حول محاكمة الرئيس المخلوع امام القضاء العادي ام العسكري.. وأن تصدر بحقه وعائلته احكام لا يشوبها ثمة عيب أو بطلان حتي تعترف الدول التي توجد في بنوكها أموال منهوبة ومودعة في حسابات الرئيس وعائلته بهذه الاحكام ومن ثم نستطيع ان نستعيد كافة الأموال المنهوبة إلي مصر وأخيراً لا استطيع إلا ان أقول: بسم الله الرحمن الرحيم "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك وهو علي كل شيء قدير" صدق الله العظيم