استعدت إدارة مهرجان فينسيا السينمائي الدولي 28 أغسطس - 7 سبتمبر بسبعين فيلماً قصيراً احتفاء بالدورة السبعين للمهرجان الذي يعتبر أول مهرجان دولي للسينما في العالم .. تأسس عام 1934 ضمن النشاطات الفنية التي ينظمها "بينالي فينسيا" هذه المؤسسة الثقافية العريقة التي بدأت كحدث ثقافي عظيم في عام 1895 أي مع بداية اختراع الصور المتحركة يعتبر بينالي فينسيا ضمن أعظم المؤسسات الثقافية وأكثرها احتراما في العالم. الأفلام القصيرة سوف تشهد عرضها السينمائي الأول بدءاً من 2 أغسطس في "الليدو" وتستمر حتي نهاية المهرجان مده الفيلم تتراوح ما بين دقيقة ودقيقة ونصف. والاسماء المشاركة من المخرجين في هذا المشروع تدخل ضمن قائمة أهم صناع الفيلم علي خريطة السينما العالمية ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر المخرج الايطالي براردو برتولوتشي. والأمريكي بول شريدر والهندي شيخاركابور والإيراني عباس كياروستامي والبرازيلي والتر ساليس.. ألخ هذه الأفلام السبعين تستعرض ماضي ومستقبل السينما مدعومة بصور ومقاطع من أفلام مأخوذة من الأرشيف واختارت الإدارة عنوانا جامعا لهذا الحدث الاحتفائي وهو "المستقبل يعاد شحنه" futue reloaded المخرجون السبعون المشاركون سوف يتوافدون علي المدينة التاريخية البديعة احتفالا بالمهرجان الذي ساهموا هم أنفسهم في صنع تاريخه وساهم المهرجان بدوره في التبشير بهم وبأعمالهم أمام جمهور العالم.. ومن خلال المهرجان الأعرق - فينسيا - عرف عشاق السينما اسم أكبر كير وسادا المخرج الياباني الأشهر وذلك بعد فوز فيلمه "راشمون" "1951" بالجائزة الكبري للمهرجان وبعده توالت أسماء المخرجين اليابانيين بعد فوزهم بالأسد الذهبي ومنهم المخرج يوجستينو مونو جاتاري فاز عام 1953. والمخرج كنجي يزوجوشي الذي فاز عام 1954 عن فيلمه "سانشو دايو" والمخرج كون الشكاوا عن الفيلم "بيروما نو تاليجونو" عام .1956 كذلك قدم مهرجان فينسيا السينما الهندية وبدأ جمهور السينما في العالم يسمع عن اسم المخرج الهندي الأشهر ساتيا جيت راي الذي عرض له فيلم "Aparagito" عام 1956. وسينما البلقان وسينما تايوان وأهم رموزها من مبدعي الأفلام مثل أنج لي واسهم المهرجان بنفس القدر في دفع السينما التشكوسلوفاكية حين عرض فيلم "سيرينا" "1947" للمخرج كاريل ستكلي والسينما البولندية عندما قدمت المخرج البولندي اندرية فايدا كموهبة صاعدة من خلال فيلمه "ماس ورماد" "1959". وتشكل السينما الفرنسية خطوات حاسمة في تاريخ تطور مهرجان فينسيا السينمائي الدولي وذلك بفضل تواجد مخرجين بحجم جان رينوار الذي شارك بفيلمه "الجنوبي" "1946" والمخرج روبرت بريسون بفيلمه "يوميات قسيس قرية" "1951" وفيلم المخرج مارسيل كارنيه "تيريزا راكين" "1953" والمخرج لويس مال "العشاق" "1958" والمخرج الين رينيه "العام الماضي في مارينباد" 1961 والمخرج جان لوك جوادار "عاشت حياتها" 1962 وفيلم "الصينيه" ..1967 جميع هذه الأعمال أصبحت ضمن كلاسيكيات السينما وكذلك المخرجيين يشكلون أعمدة راسخة في "عمارة" السينما العالمية الشاهقة. وبينالي فينسيا يحتفل بفنون العمارة والموسيقي والرسم والرقص والمسرح وينظم مهرجانات دولية لهذه الفنون المؤسيسية التي تثري للعقل الإنساني صانع الحضارة الحديثة أو التي يسهم بقوة في بنائها.. ويلفت النظر في قوائم الفنانين الذين حصلوا علي جوائز عن أعمالهم التي شاركت في المهرجان اسماء لشخصيات عظيمة من جنسيات شتي مثل اسم المخرج كارل دارير الذي شارك في المهرجان بفيلمه "اوردت" عام 1955 والمخرج الروسي اندريه تاركوفسكي "طفولة إيفان" 1962 وكان وقتئذ موهبة مبشرة واسم لويس بنويل وفيلمه الشهير "حسناء النهار" 1967 والسويدي انجمار برجمان لفيلمه "الوجه الساحر" 1959 الذي جاء إلي المهرجان عام 1948 وكان وقتها شخصية مجهولة وهو يحمل فيلم "MUSiki Morken" لجان تحكيم الدورة 2013 يترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي تمنح جائزة الأسد الذهبي المخرج الإيطالي برناردو برتولتشي. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة "آفاق" "orizzonti" المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي بول شريدر أما مسابقة "لويجي دي لورانتس" التي تمنح جائزة أفضل عمل أول فقد اختارت اللجنة المنظمة المخرجة السعودية هيفاء المنصور "مواليد 1974" رئيسة للجنة التحكيم. هيفاء منصور أول مخرجة تحمل الجنسية السعودية. وقد ذاع صيتها كثيراً العام الماضي بعد حصول فيلمها الأخير "وجدة" علي عدة جوائز منها "الخنجر الذهبي" في مهرجان مسقط وأيضا بعد عرض هذا الفيلم نفسه في مهرجان فينسيا العام الماضي ثم في مهرجانات الخليج ودبي. تخرجت هيفاء في الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث درست الآدب المقارن وحصلت علي شهادة الماجستير في الإخراج من استراليا وفيلم "واجده" أول فيلم روائي طويل لها بعد عدد من الأفلام التسجيلية القصيرة وساهم في انتاجه مهرجان دبي من خلال برنامج "إنجاز".. المخرج العربي الذي يساهم في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا هذه الدورة الجزائري - الفرنسي مرزاق علواش بفيلم جزائري - فرنسي بعنوان "السطوح" وتشارك إيطاليا واليونان وكندا وسويسرا بأفلام من الإنتاج المشترك.. وكذلك تشارك أمريكا بفيلم "طفل الله" "child of god" للمخرج جيمي فرانكو وتشارك إسرائيل بفيلم "العربية" للمخرج أموس جيتاي. فينسيا المدينة أشبه بمتحف عائم .. آية في الجمال الطبيعي . معرض لأروع الفنون.. فريدة الطابع. والمؤكد أن مثل هذه الروعة الفنية. والتناسق البديع. تنعكس علي مهرجانها. ويبرر لماذا كانت فينسيا المهرجان والبينالي الذي يحمل اسمها أول من ينتبه للإبداع البشري من الفنون ولأهمية المعارض الفنية كجداول رائعة تحمل جوهر الإبداع الفني الثقافي.