لاشك أن ما يحدث في الشارع المصري حالياً لا يرضي أحداً خاصة بعد نجاح ثورة 30 يونيه وبدء صفحة جديدة في تاريخ مصر لتصحيح المسار الديمقراطي والبدء ي إعداد دستور جديد للبلاد يحقق مبادئ الثورة ويتم التوافق عليه بين جميع التيارات تمهيداً لإجراء انتخابات مجلس النواب ثم الانتخابات الرئاسية. كيف يمكن إعادة الهدوء إلي الشارع وإجراء مصالحة بين القوي السياسية.. القيادات النسائية حددت روشتة الخروج من المأزق السياسي الحالي. تقول المهندسة فاطمة بدران عضو رابطة المرزة العربية والمتخصصة في الاتصالات لابد أن يعي الجميع أن ثورة 30 يونيه التي شارك فيها ملايين الشعب جاءت استكمالاً لثورة 25 يناير بهدف تحقيق أهدافها وعلي رأسها عيش حرية وعدالة اجتماعية وذلك بعد أن فشل نظام الإخوان في تحقيق الأهداف. أضافت يجب أن تتم المصالحة علي عدة أسس أولها نبذ العنف وأن تتصالح النفوس وأن يدرك الجميع أن الكرسي زائل وأن الشعوب هي الباقية. أشارت إلي ضرورة أن يدرك الإخوان وحلفاؤهم أن الإسلام لا يعني العودة إلي الوراء فالإسلام يرفض العنف والقتل والإرهاب وينادي بالتسامح والتعاون. أضافت أنه يجب علينا جميعاً أن نعمل علي تنفيذ خارطة الطريق بكل دقة لأنها هي التي ستحقق أهداف ثورتي يناير ويونيه كما يجب الإفراج عن قيادات الإخوان ما لم يكونوا متورطين في أعمال عنف وإرهاب. أكدت علي ضرورة ألا يسمح لأحد باستخدام الدين في الدعاية لاسياسية وذلك بعد أن خدع الإخوان الشعب علي مدي 80 عاماً ولم يفعلوا شيئاً. المصالحة بشروط تري جمهورية عبدالرحيم رئيس جمعية نساء من أجل التنمية أنه لابد أن تكون المصالحة مع من لم يرتكب جرائم ضد الأبرياء العزل ومع من لم يحرض علي القتل والعنف.. لأنه بدون ذلك لن تكون هناك مصالحة حقيقية. أضافت أنها ترفض المصالحة مع الفصيل الذي يدعو إلي العنف ويسمح لأنصاره برمي معارضيهم من فوق أسطح المنازل!! مشيرة إلي أنها تري أن المصالحة في الوقت الراهن شبه مستحيلة. أكدت علي ضرورة تبني حملة لجمع الأسلحة من المواطنين وتوقيع عقوبات رادعة ضد من يحمل سلاحاً بدون ترخيص. تتساءل "جمهورية": كيف يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية وهم يقتلون ويعذبون معارضيهم ويقطعون الطرق والكباري ويروعون الآمنين؟! أضافت: ترفض التشكيك في جيش مصر العظيم الوطني الذي حما الشعب ونفذ إرادته ومطالبه مؤكدة علي ضرورة تشكيل حكومة مدنية تعمل علي تحقيق النهضة الحقيقية. تختلف معها عزيزة الحمامصي رئيسة جمعية خريجات الجامعة مؤكدة علي ضرورة أن تتحقق المصالحة مع كل الأطراف وأن تتم المصالحة في إطار القانون. تطالب أيضاً بإجراء حوار مفتوح مع شباب الإخوان والاستماع إليهم وإلي مطالبهم وخاصة بعد أن تبين أن قيادات الإخوان ارتكبوا أخطاء كثيرة وأنه لابد من إعطاء الفرصة للجيل الجديد في قيادة الحركة. تقول الدكتورة نهلة أمين استشاري علم النفس لسنا ضد الإخوان لأنهم مواطنون مصريون بل يجب الاتفاق معهم علي نبذ العنف ووقف المظاهرات العشوائية التي تؤدي إلي تحقيق شكل مروري في الشوارع والميادين وتؤدي إلي هروب المستثمرين والسياح وبالتالي فقدان مليارات الدولارات سنوياً. تضيف إذا كان الإخوان يريدون حقاً نشر الدعوة الإسلامية السمحة وتحقيق نهضة مصر فيجب أن يضعوا أيديهم في أيدي الحكومة الحالية وتجاوز هذه المرحلة الانتقالية من أجل صالح البلاد. إنهاء الاعتصامات تتفق معها د.عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مؤكدة علي ضرورة أن تنهي كل القوي السياسية اعتصاماتها في الشوارع والميادين وأن تتوقف المليونيات التي أحدثت ارتباكاً هائلاً في الشارع المصري وضربت الاقتصاد في مقتل وأن تعود هذه القوي إلي الحوار الهادئ بهدف تشكيل حكومة ائتلافية تضم الجميع وتضع برنامجاً يتفق عليه الجميع من أجل النهوض بالبلاد من محنتها الحالية وعودة عجلة الإنتاج من جديد لإنقاذ الشعب من المصري الذي ينتظره إذا استمر الصراع السياسي. تري أن المصالحة تقوم علي أن يتنازل كل طرف من أجل مصلحة الشعب الذي يعاني الآن من البطالة والخوف وعدم الاستقرار وغياب الأمن. لا سياسة في الدين تؤكد هناء اليوربيني مدير مؤسسة بنك مصر وخدمة وتنمية المجتمع علي ضرورة إبعاد السياسة عن الدين وأن يكون الدين لله والوطن للجميع مشيرة إلي ضرورة الاستعانة بالخبراء والقانونيين لمناقشة جميع النقاط الأساسية التي سيتم علي أساسها تحقيق المصالحة بين الأطراف المتصارعة. حساب المخطئين تري المحامية نازلي الشربيني بالنقض والدستورية العليا أن الجميع يرحب بالمصالحة ولكن لابد من حساب كل من أخطأ ولا يتم التصالح مع من ارتكب جرماً أو حرض علي قتل أو خان الوطن. تؤكد علي ضرورة القبض علي كل رؤوس الفتنة ومحاكمتهم بالقانون وإذا ثبت براءتهم يمكن الدخول معهم في مفاوضات ومصالحة من أجل صالح الوطن والمواطن. طالبت بأن يتم الاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا في إجراء المصالحة بين أفراد المجتمع الذي كان يعاني حربا أهلية طاحنة ولكنه تمكن بسماحته تجاوز هذه المرحلة الخطيرة وتحقيق المصالحة.