لم تكن إدارة حوار مع الأستاذ الدكتور أحمد حامد زغلول رئيس جامعة المنوفية بالأمر الهين أو السهل لاعتبارات عدة أهمها المهام العديدة التي ينهض بها. باعتباره أول رئيس منتخب للجامعة ثم توليه المسئولية في ظروف عصيبة والأهم إصرار الرجل وقدمته اللامحدودة علي الإلمام بمختلف جوانب الشأن الجامعي مما يجعل الحوار متشعباً ومهما في ذات الوقت. ناهيك عن كونه متميزاً بقدرته علي إنتاج وابتكار الرؤي والأفكار.. وإلي نص الحوار: * في البداية نود أن نعرف كيف تري فترة توليكم رئاسة الجامعة في ظروف ليست بالسهلة كأول رئيس منتخب؟ ** عملت في الجامعة منذ ما يزيد علي 43 عاماً. لكن أصعب هذه السنوات هي سنوات عملي كرئيس للجامعة لكونها فترة عصيبة بطبيعتها من ناحية الركود الاقتصادي والضغوط السياسية المتغيرة والانفلات الأمني والأخلاقي والاحتجاجات المستمرة للطلاب والموظفين. حيث وصل عددها إلي 23 وقفة احتجاجية. وأيضاً مشكلات الجامعة من مدن جامعية ومنشآت دراسية. * ماذا عن معهد الكبد؟ ** كان علي رأس أولوياتي في برنامجي الانتخابي وحلمي معهد الكبد القومي الذي أنشئ عام 1986 واستقبل أول مريض في عام 1989/1990 وكانت قدرته الاستيعابية وقتها 104 أسرة واستمر حتي عام 2011 بنفس القدرة رغم أن عدد المترددين عليه تراوح 4250 مريضاً إلي 26 ألفاً من الدول العربية والأفريقية. وخلال ال13 شهراً الماضية عملت علي زيادة القدرة الاستيعابية للمعهد إلي أن وصل ل439 سريراً. حيث تم إنشاء مستشفي المعهد الجديد علي مساحة 3200 متر مربع وبارتفاع دور أرضي و8 أدوار علوية و16 عيادة خارجية لاستقبال المرضي. وصالة استقبال مجهزة بأجهزة الفحص السريع والتحاليل والسونار والأسرة. وسيتم خلال الشهر القادم افتتاح 8 حجرات عمليات كبري و6 غرف مناظير و32 معمل تحاليل. * ما هي مصادر تمويل المعهد؟ ** المصادر جاءت من خلال حملة تبرعات من جمعية الهلال الأحمر وجمعية النهوض بالمنوفية وصلت ل6 ملايين جنيه. وأيضاً تبرعات من أفراد وفاعلي خير بأجهزة الاستقبال وبعض الأجهزة الطبية المختلفة. فضلاً عن تمويل وزارتي التخطيط والمالية للمعهد ب6 ملايين جنيه. ثم طلبت من د.فايزة أبوالنجا وزيرة التخطيط في تلك الفترة مبلغ 20 مليون جنيه لاستكمال المعهد ومن منطلق حرصها علي أهمية هذا المشروع وافقت مشكورة علي منحنا 23 مليون جنيه. كما تم إنجز معمل للمناظير بتكلفة 20 مليون جنيه مما يجعل المعهد قادراً علي استيعاب عدد كبير من المرضي من الدول العربية والأفريقية الذين يأتون لعلاج أمراض وزراعة الكبد كنيجيريا وكينيا وأوغندا وسوريا والأردن. إلي جانب قدرته علي علاج شريحة كبيرة من المرضي داخل المحافظة والمحافظات الأخري. * ما هي أكثر التحديات التي واجهتها الجامعة في ظل رئاستكم لها حتي الآن؟ ** من الصعوبة أن تتولي رئاسة الجامعة وأمامك 28 مشروعاً خلال السنتين والميزانية لا تتعدي 40 مليون جنيه. وكان أكبر تحد بالنسبة لي هو معهد الكبد القومي وكلية الحاسبات والمعلومات التي يزيد عدد الطلاب فيها سنوياً. فقد بدأت ب150 طالباً وطالبة عام 2001 والآن عدد طلابها 650. فكلية الحاسبات ليس لديها مدرجات تستوعب طلابها لكن تم افتتاح مدرج بالكلية بعد أن كان الطلاب يتلقون محاضراتهم في مدرجات كليات الحقوق والتجارة والعلوم. وقد تكلف مشروع الحاسبات حوالي 96 مليون جنيه. * منذ خمس سنوات ونحن نسمع عن مشروع الاعتماد والجودة. فإلي أين وصلت الجامعة في هذا المشروع؟ ** هناك أخبار سارة قريباً جداً وهو حصول خمس كليات علي الجودة والاعتماد عالمياً تبدأ بكلية الطب ومركز تنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس وكليات الطب البيطري بالسادات والهندسة الإلكترونية بمنوف والهندسة والعلوم والزراعة والتمريض بشبين الكوم. وأود أن أقول إنني سعيت لاستقلال فرع الجامعة بالسادات ليتحول إلي جامعة مستقلة والحمد لله نجحت تلك المساعي. * ماذا عن الإجازات الأخري داخل الجامعة؟ ** فوز فريق بحثي في المسابقة العالمية بالسويد عن مشروع للكشف عن الألغام باستخدام طائرة بدون طيار مما يفتح آفاقاً واسعة لحل مشكلة مزمنة يعاني منها العالم كله خاصة صحراء مصر الغربية. كما استضافت الجامعة لأول مرة في مصر مسابقة الربوتات العالمية وحصل فريق كلية الهندسة بها علي المركز الثاني. كما كشفت بعثة الآثار بكلية الآداب عن العديد من الكنوز الأثرية. وأيضاً ابتكر فريق من طلاب كلية الهندسة الإلكترونية منطاداً يحلق فوق المدينة الجامعية لتوصيله بشبكة الإنترنت "واير لس" والجامعة تسعي إلي تسجيل ثلث الابتكارات وحصولها علي براءة الاختراع. * هل أنتم راضون عن مستوي خريج الجامعة؟ ** أنا شخصياً غير راض عن خريج الكليات النظرية. الأعداد كبيرة والطلاب غير ملتزمين والأساتذة معذورون كيف يتمكنون من توصيل المعلومات لأكثر من 3 آلاف طالب في المحاضرة وهذا ليس عيباً بالكلية أو الجامعة بل النظام المتمثل في مكتب التنسيق. لكن خريج كلية الحاسبات والمعلومات بالجامعة من أحسن مستوي الخريجين علي مستوي الجمهورية وكذلك خريج الكليات العملية البحتة ومنها الطب والطب البيطري والعلوم والهندسة والزراعة. * ماذا عن تطوير الكتاب الجامعي؟ ** الكليات العملية لا يوجد فيها كتاب جامعي ويعتمد الطلاب علي المراجع والنت. أما مستوي كتب الكليات النظرية فمتدن جداً.