مستقبل الإخوان المسلمين إلي أين ؟إن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين هو تنظيم سياسي إجتماعي إيديولوجي ذي مرجعية إسلامية , كما أنه تنظيم متجدد ومترابط فكرياً وعقائديا وتكافليا في مواجهة موجات القهر والعصف والبطش والإستهداف التي مارستها جميع أنظمة الحكم المصرية ضد جماعة وتنظيم الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتحالفة معها عبر كل العقود , علماً بأن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين لايزال هو التنظيم الأوحد الأكثر تواجدا وتوحدا وتماسكاً في الشارع المصري في مواجهة جميع التنظيمات والأحزاب السياسية الأكثر عدداً والأكثر تعارضاً وتصادماً وإختلافاً والأقل تألفاً وإندماجاً , كما أن حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لتنظيم جماعة الأخوان المسلمين سوف يستمر في ممارسة نشاطه السياسي في الشارع المصري وقد يفوز بالأغلبية في الإنتخابات البرلمانية والتشريعية والمحلية والرئاسية القادمة إذا ما قرر خوض تلك الإنتخابات , علماً بأن فشل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين في تجربة إدارة وحكم مصر هو إنعكاساً لغياب الرؤية الإستراتيجية والسياسية لدى الإخوان في إدارة منظومة حكم الدولة المصرية المتعددة الإيديولوجيات والطوائف والثقافات وغيرها , كما أنه مخطط وتكتيك تأمري من قبل أمريكا والغرب وإسرائيل ومن قبل المجلس العسكري السابق ومن قبل المخابرات المصرية والقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية الحالية ومن قبل أجهزة الأمن المصرية والأمن الوطني أو جهاز أمن الدولة السابق ومن قبل الدولة العميقة وكذا دولة النظام المخلوع ومن قبل دول الخليج النفطية وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت وغيرها وذلك سعياً لإسقاط وإفشال التجربة الإسلامية في حكم مصر وكذا سعياً لإخراج الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأكثر ترابطاً وتواجداً في الشارع المصري من المشهد السياسي المصري , علماً بأن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين قد أستخلص أن مشروع الخلافة الإسلامية في مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية وغزة وغيرها هو مشروع موؤد ومستهدف داخلياً وخارجيا , كما أن الهيكل العقائدي والفكري والإيديولوجي والهرمي لتنظيم ومجلس شوري وإرشاد الإخوان لايمكن إعادة هيكلته وبناءه من قبل شباب الإخوانً إلا بالإنشاق والإنفصال عن التنظيم , كما أن خطاب ومستقبل تيار الإسلام السياسي للمجتمع المصري والعربي يجب أن يكون خطاباً معاصراً يرسخ قواعد وأسس ومفاهيم المواطنة والسلام الإجتماعي والتعايش والقبول بالإختلاف مع الأخر كما يرسخ مفاهيم القومية والهوية العربية والإسلامية والدينية للمجتمع المصري والعربي , علماً بأن الإطاحة بمرسي هي بداية الشرارة لنشاط وعمل الإسلام السياسي وبدأ معركة الوجود والبقاء في المشهد المصري والعربي .دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية