دولة الخلافة الإسلامية المنشودة إلي أين ؟إن مشروع الإسلام السياسي في مصر وتركيا وإيران وتونس وليبيا وغيرهم هو قاعدة لتأسيس وبناء وإحياء دولة الخلافة الإسلامية المرتقبة من جديد , كما أن دولة الإسلام السياسي قد بدأت مظاهرها في تركيا ووئدت في مصر ويتم محاصرتها الأن وأجلاً في سائر دول الربيع العربي بتكتيك ودعم من المؤسسات العسكرية الوطنية وبتمويل من دول الخليج العربي وعلي رأسها السعودية والإمارات والكويت وغيرهم وبتأمر من أمريكا والقوي الغربية والصهيونية والإسرائيلية والعلمانية والعالمية وغيرها , علماً بأن تركيا وإيران سوف تدعم إيديولوجياً وسياسياً وإقليمياً إعادة إحياء مشروع الإسلام السياسي في مصر ممثلاً في دعم شرعية الرئيس المنتخب والمعزول من قبل الجيش المصري كما سوف تحافظ على مستوى العلاقات الدبلوماسية مع مصر الدولة , كما أن سقوط حكم الإخوان هو إنذار وتهديد لبداية وئد ومحاصرة مشروع دولة الإسلام السياسي في تركيا وكذا بدأ محاربة دولة الفقيه الشيعية في إيران وغيرها , كما أن الشارع المصري هو وحده من يحدد مستقبل الرئيس المعزول السابق أو الرئيس المؤقت الحالي في مصر , علماً بأن الإقتصاد التركي وكذا إقتصاد الدول ذات مرجعية الحكم الإسلامي قائم على أسس وقواعد صناعية وتجارية ومصرفية وسياحية وإستثمارية وإقتصادية وغيرها وليس قائم على أسس إيديولوجية ومذهبية وعقائدية وغيرها , كما أن نظام الحكم الجديد في مصر سوف يفتقد إلي الشرعية الدستورية كما سوف يواجه إئتلافات وحشود القوي الإسلامية المعارضة لوجوده وشرعيته , كما سوف يفتقد النظام الحاكم الجديد في مصر إلي الدعم اللوجستي والتحالف الإستراتيجي والمساندة الناعمة من قبل القوي الإسلامية الإقليمية الكبري في المنطقة ممثلة في تركيا وإيران وذلك رداً على وئد وإسقاط مشروع الحكم الإسلامي في مصر من قبل القوي الليبرالية والحزبية والسياسية والشعبية والعسكرية والدول الخليجية وغيرها الداعمة والمساندة والمتحالفة معها , علماً بأن الغرب يخشي المد الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط كما يخشي الإمتداد الإسلامي داخل المجتمعات الغربية , علماً بأن دولة الفقيه كما هو الحال في إيران وكذا دول الإرشاد الموئودة أو دولة العسكر المفروضة أو دولة وقف الأحوال الموجودة كما هو الحال في مصر وليبيا وتونس وسورية والعراق وغيرها وكذا دولة العوائل والإستبداد المتوارثة كما هو الحال في السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وعمان والأردن وسائر دول الخليج وكذا دولة العلمانية والليبرالية المنشودة والمنحرفة والمغيبة للهويات والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية وغيرها جميعهم يتنافي ويتعارض مع تعاليم الإسلام وجميع الأديان السماوية الأخري كما يتعارض مع أسس وقواعد الحكم الرشيد وكذا يتعارض مع دولة الديموقراطية المنشودة والحريات المسئولة والقيم الإنسانية والإسلامية والدينية الوسطية القويمة والرشيدة الهادفة لبناء الفرد والأسرة والمجتمع المستقر والمتدين والمتحضر والمعاصر .دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية